في الثانية بعد منتصف ليل أمس الأول، فوجئ مواطن من حي الربوة باختفاء سيارته التي كان أوقفها قبل ساعة. وكشف اختفاء المركبة عن عصابة مكونة من ثلاثة، يتزعمها مواطن مخمور، ارتكبت جريمة سطو بالسلاح الأبيض في أحد متاجر الحي، لتنجح سلطات الأمن في ذات الليلة في التوصل إلى الجناة الثلاثة. الواقعة الغريبة التي بدأت ببلاغ المواطن تخللتها مواقف مثيرة تمثلت في وصول بائع هندي الجنسية إلى مركز شرطة الصفا مبلغا عن ثلاثة اقتحموا متجره في ساعة متأخرة من الليل وهددوه بأسلحة بيضاء، ولما حاول مقاومتهم ومنعهم من سلب الخزانة انهالوا عليه ضربا مبرحا حتى سقط أرضا مضرجا وسط دمائه. لم يضيع اللصوص وقتا فحاولوا فتح خزانة النقود وتفكيكها، ولما أعيتهم الحيلة انتزعوها من مكانها وهربوا بها إلى مكان غير معلوم. وقال الشاكي الهندي إنه تحامل على أوجاعه وجراحه وتوجه إلى أقرب دورية أمنية وأبلغها عما تعرض له. في ذات الليلة فتح محققو شرطة الصفا تحريات واسعة في تفاصيل السطو، فيما أصدر مدير إدارة الدوريات تعليمات عاجلة بنصب نقاط تفتيش ودوريات سرية في مختلف أنحاء الحي فيما كان مدير شرطة جدة، اللواء على الغامدي، يتابع أولا بأول مجريات التحري والتحقيق وأعمال التمشيط لتشهد أحياء الربوة والبوادي عمليات بحث موسعة عن الجناة الثلاثة، وأسفر التمشيط عن رصد سيارة فتمت ملاحقتها واستيقافها ومنع فرار ركابها الثلاثة، صوماليان ومواطن، أقروا جميعا في التحري الميداني بتورطهم في سرقة السيارة والاعتداء على المتجر وبائعه الهندي، وعزا ثلاثتهم حملهم الأسلحة البيضاء إلى رغبتهم في تخويف البائع والهرب سريعا من مسرح جريمتهم، وذكر الصوماليان أن معاونهم المواطن هو الذي نصحهم بالجريمة وخطط لها تحت تأثير الخمر. وأرشد المتهمون شرطة الصفا إلى مكان إخفاء الخزانة المالية في أحد الحاويات بعد أن أخذوا كل ما فيها من نقود. وقال المتحدث في شرطة جدة، العقيد مسفر الجعيد، إن الجناة تم ضبطهم خلال عملية أمنية دامت ساعتين وعثر الأمن بحوزتهم على السيارة المسروقة المستخدمة في السطو والمبلغ المسروق.