كان لنمو القطاع السياحي الذي تشهده المملكة دور بارز في تحسين المستوى المعيشي لعدد من المواطنين العاطلين عن العمل في مختلف المناطق بعد أن وجدوا منها فرصة للكسب الشريف، بأمل أن تصبح هذه الوظيفة المؤقتة مهنة يعتاش منها الشخص على الأمد البعيد، وهو ما حصل مع عدد كبير منهم بالفعل. واتضح ذلك جليا خلال فعاليات رالي حائل التي أقيمت أخيرا، إذ عمد عدد كبير من قاطني المنطقة إلى العمل في بيع المنتجات اليدوية والأكلات الشعبية، ولاحظ المهتمون في هذا النشاط إقبال زوار هذه الفعاليات ومرتاديها على اقتناء المنتوجات التي يقدمها المهرجان، الأمر الذي جعل كثيرا منهم يفكر بشكل جدي حول أهمية الاستثمار في هذا النشاط الذي يدر على صاحبه أموالا طائلة، ويسهم بشكل فاعل في تحسين الدخل المادي بالنسبة لهم بدلا من أنشطة كانوا يمارسونها في أوقات سابقة كالزراعة وتربية المواشي. وأتاح رالي حائل فرصة العمل لأكثر من 1259 مواطنة ومواطنا في وظائف مؤقتة، وذكر المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في حائل رئيس لجنة الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي 2010 المهندس مبارك فريح السلامة في تصريح سابق، أن من أهداف المهرجان توفير فرص العمل للمواطنين، وتنوعت أعمالهم بين مركز الإرشاد السياحي وسوق الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والأمسيات والمحاورة الشعرية ومخيم الرعاة وعروض الفن والثقافة والمجتمع والمقتنيات الأثرية والفنون الشعبية وتسارع الإبل وحواء الترفيهية، إضافة إلى فعالية وسط النفود قرب جبة. كما أسهم مهرجان عسير البحري في رجال ألمع في فتح فرص عمل جديدة لعدد كبير من أهالي المنطقة توجه لا سيما النشاطات التي تتعلق بالسياحة والتراث، ويؤكد مراقبون أن المجتمع المحلي في رجال ألمع بات يعي أهمية العمل في النشاط السياحي، وما يصاحب ذلك من دعم للسياحة وإبراز الحرف التراثية اليدوية والتجارة في بيع الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة عسير. وفي حفر الباطن، انتهز مواطنون فرصة إقامة فعاليات جائزة الملك عبد العزيز للإبل في أم رقيبة لتسويق منتجاتهم المعروفة في المنطقة، في حين عمد آخرون إلى تبني مشاريع صغيرة ومتوسطة ودعمها بأساليب مختلفة. ومن المعلوم أن الفعاليات والمهرجانات التي تقام في المناطق تسهم بشكل كبير وقوي في التنمية الاقتصادية للمنطقة، حيث يشير متابعون إلى أن العوائد الاقتصادية التي تجنيها المناطق نتيجة الفعاليات والمهرجانات تسهم في تنمية المنطقة وازدهارها، مشددين على مسألة أهمية التسويق لهذه المناطق والفعاليات حتى يتسنى استقطاب أكبر عدد من الزوار، وبالتالي تنشيط الحركة السياحية فيها. وفي تصريح لنائب رئيس الغرف السعودية ورئيس الغرفة التجارية الصناعية في حائل خالد السيف، فإن القطاع السياحي من أبرز القطاعات الاقتصادية نموا في المنطقة، ويعزو ذلك إلى نجاح الفعاليات السياحية والإقبال الكبير عليها، خصوصا رالي حائل الدولي، الذي يصاحبه إرث حائل التاريخي والثقافي.