استعادت فريال بيت المال المصري محطات أساسية في مسيرة حياتها، من بداياتها في مكةالمكرمة، وصولا إلى انتخابها في المجلس التشريعي للحزب الديموقراطي الأمريكي. فريال توجهت إلى الحاضرات والحاضرين ليلة تكريمها في اثنينية عبد المقصود خوجة البارحة الأولى، قائلة: «بعد أن انضم ابني عمر للحرس الوطني الأمريكي، وذهب للعراق في قسم التنظيم الخاص بالمدن، ولأني كنت ضد الحرب، قررت الدخول للحزب الديموقراطي، ليسمع صوتي، فتقدمت للانتخابات، لأني على قناعة بضرورة أن نعمل في السياسة لنصنع القرارات، والغريب أن من رشحني للحزب يهودي». من مكة وتابعت متذكرة تلك المرحلة: «عندما صعدت على المنصة لأعرف بنفسي، قلت إني من مكة، استغرب الجميع، فحذرتني امرأة هندية بأنني سأواجه اضطهادا لأني مسلمة، وهنا لا يوجد ديموقراطية، فلم يوقفني ذلك، وأكملت بهدف أن أنجح، وحصلت على الأصوات التي يجب أن احصل عليها، ثم انتخبت مرة أخرى، وحصلت على ثلثي الأصوات لغير الديموقراطيين، وفي المرة الثالثة للانتخابات ربحت، رغم أن المرشح أمامي يملك مالا كثيرا، فبحثت عن سلبياته وقلتها، ثم أخذت جولتي في المرور على 11 ألف منزل لأقنعهم بنفسي، ونجحت، وقد صرفت 15 ألف دولار فقط، ومنافسي صرف 92 ألف دولار.. كان هدفي من كل هذا أن أمثل غيري، واترك ما يستفيد منه الناس.. وأفخر أني سعودية، ولن أتخلى عن ذلك». تصحيح الصورة ولفتت فريال إلى أنها تحاول جاهدة أن تنشئ «جمعية سعودية نسائية في أمريكا لتصحيح وضع المرأة المضطهدة، ومد جسور الترابط بين المرأة السعودية والأمريكية». وقالت: «إني على يقين تام.. إذا خفت من شيء، فلن تجد حلا، ولن تتقدم، وإذا اقتنع الجميع بذلك، سنصل للأمام وستمنح المرأة حريتها لتنهض بقوة». وعادت فريال إلى بدايات حياتها، فقالت: «كل ما أنجزته ليس مستحيلا، فقد ولدت في مكة، وأسرتي كانت مطوفة، وأنا كذلك، فكنت مطلعة على جميع الأجناس وثقافاتهم المختلفة، وكنت ألاحظ أن جميع الوفود رغم اختلاف الجنسيات يلبسون لباسا واحدا، ويدعون بدعاء واحد، أشعرني ذلك أن هناك شيئا كبيرا مفقودا في حياتي، ولأني كنت في مجتمع نسائي قوي، وهذا ما يعرف عن نساء مكة من بينهن نساء عائلتي، أشعرني بالقوة والفخر، وأثناء دراستي حصل موقف مع معلمتي، فاضطررت لضربها ثم خرجت، وسافرت إلى مصر مع أسرتي». البحث عن الذات ورغم تغير المكان ظلت مكة في ذاكرة فريال، «بكل تفاصيل الحج واختلاف الناس»، وطوال فترة إقامتها في مصر، بحثت عن ذاتها، «فأخذت أبحث عن شخص يحدد لي أهدافي، فتركت الدراسة الجامعية لمدة عامين، وأغلقت باب غرفتي علي، وأخذت أقرأ الكتب علني أكتشف ما أبحث عنه، فقرأت كتبا عن الغرب والشيوعية والديموقراطية إلى أن وصلت إلى كتاب عن السيرة النبوية سيرة خير البرية، وهنا وجدت نفسي، ووجدت جميع الإجابات عن أسئلتي، وحددت هويتي.. ووجدت أن هناك قيما موجودة لكن لا تطبق، وأخذت أفرق بين الدين والعادات والتقاليد، وأتعمق أكثر في شخصية الرسول الكريم، فوجدت الأمان في مرحلة التطبيق، وكيف أخدم مجتمعي». وفي سؤال: أنت عضوة في مجلس إدارة الكونفدرالية الإسرائلية الفلسطينية، هل تتوقعين أن تجدي أنصارا من أمريكا في هذا المجال أو من المسلمين؟ قالت فريال: «كانت بداية عضويتي أن شخصا يهوديا أمريكيا من أم عراقية، حدثني ليخبرني أن إسرائيل لا يمكن أن تكون إلا في سلام بينها وبين جيرانها، لأنه لا يوجد كيان يعيش بمفرده، وبعض من اليهود والأمريكيين يفهمون ذلك، ودوري هنا أن أتحدث مع اليهود وأحدثهم كيف كانوا يعيشون بين المسلمين، وأن الإسلام واحة سلام حقيقي لهم، فاليهود لا يعرفون عنا شيئا، ودخولنا إلى مجتمعهم سيظهر صورتنا الحقيقية لهم منذ عهد سيدنا محمد، وأن حقوقهم كانت محفوظة، وهم من أهدرها برفض الحوار والتعنت.