لقد تطورت المهام الإدارية للمرأة في المملكة وأخذت تتبوأ مناصب متقدمة خاصة ما له علاقة بالجانب التعليمي، ووصلت إلى مرتبة «معالي» كما هي الحال مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن آل سعود، أو نائبة وزير كما هي الحال في وزارة التربية والتعليم، ولعل المستقبل القريب يشهد مزيدا من إتاحة الفرص خاصة في الجامعات السعودية التي لا يزال ينظر فيها للمرأة أنها تابعة للرجل إداريا وهي بحق أقصد هذه النظرة تتفاوت تفاوتا كبيرا بين الجامعات بناء على نواح متعددة منها موقف مدير الجامعة أساسا من إدارة المرأة واقتناعه بها وما هو موجود من كوادر مؤهلة ومستوى الأكاديميات وعددهن في شطر الطالبات ونواح أخرى تفصيلية لكن المؤكد في الأخير أن جميع الجامعات السعودية تتسم بالإدارة التسترونية ( الذكورية ) وسيادة إدارة الشطر الأساسي (الذكوري ) على الشطر الفرعي ( النسائي ). إن وحدة القسم العلمي بين شطري الجامعة يحقق نجاحا كبيرا وتواصلا مفيدا وهو من الأمور التي يجب أن تبقى وتستمر ولا يتهاون فيها أو أن أحدا يعمل على تجزئتها وقد تغلبت عليها بعض الجامعات بالمشاركة في إدارة تلك الأقسام من خلال التقنية الحديثة وأصبحت قرارات مجالس الأقسام أكثر نضجا خاصة فيما له علاقة بالطالبات لأن القرارات والتوصيات صناعة استرونية (ذكورية ) واستروجينية ( نسائية).. إن جامعة الملك عبد العزيز نجحت في هذا التواصل نجاحا كبيرا وبعض الجامعات لاتشرك المرأة في مجالس أقسامها العلمية وبالتالي اتخاذ القرارات والتوصيات مغيب عن الجانب النسائي وهذا النوع من الجامعات لايزال تحت وطأة التسلط التستروني ( الذكوري ) والوقت كفيل بتغير الواقع إلى أحسن بإذن الله. هناك كليات علمية وأدبية للطالبات نشأت مفصولة أصلا وهذه إدارتها ذاتية إما من خلال إدارة عليا لها مثل جامعة الأميرة نورة وإما تابعة لإحدى الجامعات فهذه أقسامها العلمية ذات سيادة مستقلة لكن تبقى راضخة تحت إدارة الجامعة وتتبع في كثير من أمورها السيادة الذكورية خاصة العميدات والوكيلات، وفي حالة شطر الطالبات التابع للجامعة فإن الأمر أكثر وضوحا في تباعية تلك الجهات لشطر البنين. لقد انتشرت ثقافة بأن إدارة المرأة للمرأة مفعمة بالفشل نظرا لطبيعة تعادي الجنس بعضه لبعض ولطبيعة مجتمعنا النسائي الذي ينمي التعالي والتكبر فيهن وقد كتبت مقالا سابقا بعنوان: «مديرات الجامعة إلى أين»، يوحي بمثل هذه المعاني لكني أعتقد جازما أننا اليوم ليس كالأمس وأن دورات متخصصة ومتابعة دقيقة يمكن أن تجهز مجموعة من النساء لأن يصبحن وكيلات جامعة وليس عميدات فقط وقد يكون في المستقبل مديرات جامعات إذا حققن نجاحات وأثبتن ببصماتهن الفكرية والإلكترونية والإدارية أنهن جديرات بذلك. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة