البارز هذا العام في النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي تنطلق فعالياته غدا، حزمة من الفعاليات الفكرية والندوات الإعلامية الجديدة. فلأول مرة تفتح الجنادرية ملف (الإعلام السياسي في العالم العربي .. بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية) عبر ندوة تناقش واقع الإعلام السياسي العربي، ودرجة نجاح القنوات الإخبارية العربية في تقديم المصالح العربية العليا على المصالح القطرية الضيقة، خاصة في خضم التجاذبات السياسية والاصطفافات الأيديولوجية التي قسمت الأمة، وفتت عضدها، فانقسمت الفضائيات العربية في خطابها بين تيارات فكرية وسياسية ومذهبية، ما شوش على الوعي المجتمعي، وأضعف الموقف العربي، فأصبحت الفضائيات العربية جزءا من الإشكالية الحادثة في الحالة العربية بالمعنى السياسي والثقافي، عوضا عن أن تكون رافعة للتنوير والتغيير الاجتماعي، ومحركا فاعلا في توحيد الموقف العربي، شعبيا ورسميا. فالعمل الإعلامي والثقافي العربي، يفترض أن يتجنب المحركات الماتحت قومية، والعمل وفق مسطرة عليا للأمة العربية، خاصة في هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة، التهابات حادة بالمعنى السياسي، وتجاذبات واسعة بالمعنى العقائدي. أيضا من الندوات اللافتة في مهرجان الجنادرية لهذا العام، ندوة الإعلام الجديد وقضايا الجيل التي ستنعقد في جامعة الملك سعود، وتبحث في تأثير التقنيات الإلكترونية الحديثة وقضايا التغيير الاجتماعي في المملكة العربية السعودية. فالفضائيات والإعلام الجديد يقودان قاطرة عابرة للمجتمعات، فاعلة في بناء الأفكار والصور والمعتقدات والسلوكيات الاجتماعية، ما يعني أهمية تشخيص واقع السياسات التحريرية في عمل منظومة القنوات الإخبارية، وتأثيرات شبكة الإنترنت على الجيل الجديد، ومستوى التأثير الاجتماعي واتجاهاته. فالمجتمع السعودي الفتي، الذي يشكل الشباب غالبيته العظمى (من الجنسين) يمر بتحولات اجتماعية لافتة، يتطلب الأمر قراءتها بطريقة صحيحة، ومواكبتها بذكاء رفيع. وهذه الفعاليات، إضافة إلى ندوة السلفية وكذلك ندوات السلام والحوار بين الشعوب، تعد من المناشط الجاذبة بالمعنى الفكري والإعلامي، لنشاط الجنادرية الثقافي، ويتوقف مستوى النجاح ودرجته بعد تلك العناوين العريضة، والأسماء البارزة المشاركة في الحدث على درجة التفاعل الجماهيري والإعلامي. خاصة أن اللجنة العليا للمهرجان؛ اعتمدت هذا العام منهجية جديدة للمشورة، وإشراك النخب السعودية في بناء وتشكيل هذا المهرجان، الذي نتوقع عبر إطلالة سريعة على برنامجه الثقافي؛ أن يكون مختلفا عن الأعوام الماضية، فكريا وتنظيميا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة