هدد أهالي قرى عنازة في محافظة المندق، التابعة لمنطقة الباحة، بمنع أبنائهم من مواصلة تعليمهم؛ احتجاجا على تراجع إدارة تعليم الباحة عن إنشاء مبنى جديد بعد هدم المبنى القديم للمدرسة الابتدائية للبنين بحجة قلة عدد الطلاب، الأمر الذي يرى الأهالي بأنه غير صحيح، إذ يؤكدون أن العدد الحالي -وحسب أنظمة وزارة التربية والتعليم- يفي ببناء منشأة تعليمية جديدة. وأكد كل من عقاب بن أحمد، وخرشان علي، وأحمد هندي، وعلى الطاحي، أن مدرسة القرية تعد من أقدم مدارس منطقة الباحة، حيث أنشئت عام 1385ه، وخرجت العديد من الأكاديميين والأطباء والضباط والمهندسين يعملون في مناصب مرموقة في أجهزة الدولة المختلفة، محصين عدد الدارسين الحاليين ب40 طالبا، وهو قابل للزيادة مع مرور الأعوام والتحاق طلاب جدد في حال إنشاء المبنى. ومن مبررات إدارة التعليم -كما يقول الأهالي- هو أن المدرسة تقع بين مدرستين قريبتين، رغم معرفة الإدارة بخطورة الطريق على أبناء القرية، سيما في مواسم الضباب. وأبان أهالي عنازة أن وزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمد الرشيد زار المدرسة واستغرب من تواضعها، الأمر الذي دعا مدير إدارة تعليم الباحة السابق إلى الوقوف عليها مجددا وانتهى الأمر إلى أهمية إنشاء مبنى جديد وتم تسليم الموقع للمقاول الذي باشر بهدم المدرسة قبل نحو ثلاثة أعوام بعد أن أخذ الأبواب والنوافذ والسياج الحديدي المحيط بالمدرسة وغطاء الفناء الخارجي وسقف المصلى، بل ولم ينس أيضا غطاء الخزان ليبيع ما نزعه في سوق الخردة، وظل الموقع منذ ذلك الوقت هشيما تذروه الرياح. وأضافوا «حينما لم تتفاعل إدارة التعليم مع مطالبنا، رفعنا شكوى للمقام السامي الذي بدوره خاطب الوزارة التي طلبت استفسارا من تعليم الباحة بتاريخ 2/ 1/ 1431ه، غير أن إفادة التعليم لم ترسل للوزارة إلا بتاريخ 16/ 3/ 1431ه ذكرت فيه أنه تم إلغاء المشروع نهائيا، ما يجعلنا نتساءل عن موقف تعليم الباحة ودوافعه الحقيقية». من جانبه أوضح ل«عكاظ» مدير عام تعليم الباحة سعيد مخايش، أن إدارة التعليم رفعت خطابا لوزارة التربية والتعليم حول رؤيتها لموضوع المدرسة. مؤكدا في الوقت ذاته أنهم لم يطالبوا بإلغاء المشروع مع بقاء الحال في انتظار ما يرد من الوزارة بهذا الخصوص.