بدأت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية البريطانية كاثرين آشتون مهمة صعبة في الشرق الأوسط أمس الأحد. وتندرج هذه المهمة وسط شكوك كبيرة في تمكن الدبلوماسية الأوروبية في التأثير على خيارات الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في الاستمرار في توسيع بناء المستوطنات من جهة، ورفض خطط إنعاش العملية السلمية من جهة أخرى. وتقوم آشتون، التي تسلمت مهامها رسميا على رأس الدبلوماسية الأوروبية في ديسمبر الماضي بجولة في المنطقة تشمل مصر، وسوريا، ولبنان، والأردن، وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية. وواجه الاتحاد الأوروبي في الواقع، ومنذ عدة سنوات معضلة سياسية معقدة بعد أن تخلى عن إقامة علاقات ثنائية مستقلة مع العالم العربي وفضل التركيز بشكل مبيت ومنهجي على إدماج إسرائيل في آليات تعاونه الإقليمية، وتجزئة الفضاء العربي إلى مجالات جغرافية متباينة ومختلفة. وأظهر هذا الخيار الذي انطلق مع ما يعرف بعملية برشلونة عام 1995 حدوده العملية في تمكين أوروبا من الاضطلاع بأي دور سياسي في المنطقة يتناسب مع ثقلها الاقتصادي. وقالت آشتون في بيان لها وفي إقرار واضح بإخفاق الاستراتيجية الأوروبية المتبعة حتى الآن من قبل سلفها خافير سولانا: إنها تريد تفعيل العلاقات العربية الأوروبية من جهة، وتسعى لإنعاش عملية السلام من جهة أخرى. ويقرّ المسؤولون الأوروبيون وفي أكثر من محفل بفشل السياسة الأوروبية تجاه المنطقة بسبب رفض إسرائيل تمكين الأوروبيين من أي دور في حلحلة ملف السلام من جهة، وما ترتب عنه من تداعيات سلبية على آليات التعاون الإقليمية، التي أرساها الأوروبيون مع جيرانهم في الجنوب من جهة أخرى. وتأتي زيارة آشتون للشرق الأوسط في وقت لا يحمل فيه الاتحاد الأوروبي ولا أي من حكوماته تصورا محددا وعمليا يذكر للدفع بعملية السلام. وتقول المصادر الأوروبية في بروكسل إن آشتون تريد مجرّد الوقوف على مواقف الدول والأطراف المعنية، وتفقد نشط منظمات الإغاثة في غزة قبل اجتماع اللجنة الرباعية في موسكو المقرر نهاية الأسبوع الجاري. و تبدو مهمة آشتون في إسرائيل تحديدا شبه مستحيلة.