وجهت دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرون مؤشرات عملية محددة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية على إرادة مشتركة لتفعيل دور الاتحاد الاوروبي في الشرق الأوسط من جهة ولعب دور محوري في حلحلة الملف النووي الإيراني من جهة أخرى. وفيما يتواصل الانتشار العسكري الأوروبي في جنوب لبنان وتصل الوحدات العسكرية الاوروبية تباعا للأراضي اللبنانية لتنفيذ بنود القرار 1701 يستعد المسئولون الاوروبيون الى التوجه بجدية الى ادارة الملف الفلسطيني والتاثير على الاتصالات الغربية مع ايران. واتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين عقدوا سلسة من الاجتماعات في فنلندا على ايفاد منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافير سولانا الى الشرق الاوسط خلال الايام القلية القادمة والسعي الى الوقوف على ما يمكن للاتحاد الاوروبي ان يضطلع به من دور للدفع بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبعد فترة من التردد والشلل بات كبار المسئولين الأوروبيين يقرون بجملة من الوقائع الهامة واولها على الإطلاق ان سياسة المقاطعة التي تم انتهاجها حتى الان ضد الحكومة الفلسطينية المنتخبة بشكل ديمقراطي وسليم بداية العام الجاري لم تؤد الى اية نتائج ايجابية بالنسبة لعملية السلام وانها خدمت فقط أغراض الحكومة الإسرائيلية وألحقت أضرارا بليغة بصورة الاتحاد الأوروبي في المنطقة. ويرى الدبلوماسيون الأوروبيون ان الفرصة سانحة حاليا ليس لاستئناف المساعدات للفلسطينيين فحسب بل الى بلورة موقف أوروبي مستقل عن الموقف الإسرائيلي المدعوم أمريكيا في الشرق الأوسط. وأعلن الاتحاد الأوروبي في خطوة أولى ولكنها ذات دلالة مهمة أنه قرر الافراج عن مبلغ خمسين مليون يورو لمساعدة الفلسطينيين المتضررين من الحصار الاسرائيلي خلال مؤتمر الدول المانحة في ستوكهولم مما يعتبر بداية رفع المقاطعة الاوروبية على الحكومة الفلسطينية وتقول المصادر ان خافير سولانا سيحاول خلال جولته المقبلة تشجيع الاطراف الفلسطينية عامة على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما يعني بداية الاتصالات الأوروبية الرسمية مع ممثلي حركة المقاومة الاسلامية حماس. // يتبع // 1247 ت م