أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، أن المملكة العربية السعودية تتحمل مسؤوليتها أمام العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع، بصفتها خادمة للحرمين الشريفين وقبلة للمسلمين ومهبطا للوحي. وقال أمير الرياض خلال استقباله أول أمس في مكتبه في قصر الحكم في الرياض، ضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب «إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني، تعي مسؤوليتها تماما وتتشرف بها، خصوصا أنها تستمد شرعيتها من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام». وأوضح الأمير سلمان أن المملكة مفتوحة للجميع، مشيرا إلى أن تنظيم معرض سنوي للكتاب في المملكة الهدف منه الانفتاح على العالم، «وهي تريد الخير للجميع الذي هو هدف كل إنسان في هذه الأرض». وأشار الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى أن «الإسلام يعطي الإنسان حقوقه كاملة ويعطي الجماعات حقوقها كاملة، وهو دين يستوعب الجميع كلهم، ومكمل للرسالات السماوية، والمملكة تشكل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية، وقامت الدولة السعودية الأولى وانتهت بعوامل خارجة كما تعرفون، ثم قامت مرة ثانية وأقام الملك عبد العزيز -رحمه الله- هذه الدولة سنة 1319ه 1902م، والحمد لله تعاقب على هذه المملكة من بعده أبناؤه؛ سعود، فيصل، خالد، وفهد يرحمهم الله جميعا، والآن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يقود هذه البلاد للخير والمعرفة، نحن بلد والحمد لله نتقبل الآراء ونتناقش حولها، ولا يوجد شك في أن الإنسان يكون طالب كمال، والحق ضالة المسلم على كل حال». وأكد الأمير سلمان أن المملكة تستمد شرعيتها من كتاب الله وسنة رسوله «لأن هذه هي قاعدتها ويظلم الإسلام من يقول إن الإسلام ضد التطور أو ضد التقدم، ولو رجعنا للتاريخ الإسلامي لعرفنا أنه عندما كان العالم في جهل كيف كان الإسلام في أوائله إذا كان هناك أحد يسيء للإسلام أو يسيء لبلده فهذا ذنبه، نحن أمة وسط وهناك جهة مغالية أو متشددة، وهناك من جهة أخرى جهة مفرطة كذلك، لكن الوسط أين هو من الأغلبية الكبرى بين الناس، كلهم يجب أن لا يتقاذفوا بين هؤلاء وهؤلاء يعني مسؤوليتنا أن نكون دائما وسطيين، لأن الله عز وجل أراد أن نكون أمة وسطا وعدم التطرف لا يمين ولا يسار، لأن هذا كما ثبت، التطرف نتيجته الشحناء والخلاف، لكن الوسط نتيجته التآلف والتحاب بين الشعوب وبين الديانات، نحن نقول بأننا لا نكون مسلمين حتى نعرف برسل الله عز وجل وبرسالاته، وهذا ديننا الإسلامي الذي يحتم علينا هذا، وهذا ما نقوله للعالم كله ولا نتردد فيه، لذلك أشعر أنكم مسؤولين كذلك أشعر أنكم تبذلون جهدا كبيرا». وتابع أمير الرياض يقول: إن المملكة عندما تنظم معرض الكتاب السنوي، فهي تريد أن تعرف ويعرف شعبها أفكارها ويقرأ أفكار الآخرين، وفي نفس الوقت تريد أن تروا بلادكم المملكة العربية السعودية، نحن بلد مستقر وآمن، وفي نفس الوقت أنا أقول دائما لبعض الزملاء أنا أرتاح دائما للشخص الذي جاء للمملكة منذ سنوات، وجاء الآن حتى يعرف الفرق بين هذا وذاك، المملكة قارة بذاتها، ونجد الآن أن كل مدنها وقراها الحمد لله تخدمها كل الخدمات لذلك نرى التآلف والتحاب. واختتم أمير منطقة الرياض كلمته بالقول «أنتم تعرفون أن المملكة قامت على أقاليم كثيرة من الجزيرة العربية ووحدت الحمد لله، وهنا أقول إنه بعد الخلافة الراشدة في الجزيرة العربية أول دولة توحدت في أغلب شبه الجزيرة العربية هي هذه الدولة، وهذا شيء نعتز به وعلينا مسؤولية نحن كمسؤولين أو كمواطنين، أنا أتكلم كمسؤول أو كمواطن مسؤول عن الحفاظ على هذه الوحدة التي اندمجت فيها كل الأعراق وكل الأقاليم، وأصبحت بلدا واحدا والحمد لله وأنتم تعرفون تاريخ الجزيرة العربية كما ينبغي ولو وجدتم الآن في البلدان العربية كلها ستجدون الأغلبية من الموجود لمن هي أعراقها من هذه الجزيرة العربية بعد الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في آسيا وأفريقيا، وأنا أرى كثيرا من الإخوان في بعض البلدان العربية عندما ألتقيهم وأعرف أن جذورهم من هذه الجزيرة العربية، بل أقول إن هناك من هاجروا من الجزيرة العربية قبل الإسلام وتجمعنا جميعا المحبة والإخوة والبحث عن الخير للجميع والمملكة العربية السعودية تريد الخير للجميع، وهي تسعى بكل مساعيها للخير للجميع، ولا شك أن سياسة خادم الحرمين الشريفين كما سمعتم في آخر خطاب في مجلس الشورى قبل يومين، تعطي حقائق عن المملكة وعن اتجاهاتها وسياساتها، والآن الحمد الله أغنانا الله بما أمد هذه البلاد، وأكبر غنى عندنا هو بيت الله وحرمه والمدينة التي هي مهجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومثواه الأخير، وهنا الحمد لله الرجال موجودون والثروة موجودة لكننا نريد الخير للجميع، والحمد لله ليس لنا مشاكل مع أحد وحتى لو ظهرت بعض المشاكل المملكة لا تحاول تصعيدها، بل على العكس، تحاول أن تعمل على إطفائها ولا شك أنكم تعرفون تصريحات خادم الحرمين الشريفين وما أدلى به في مؤتمرات القمة العربية والقمة الخليجية ودعوته للتآلف والتعاون وأن يتعاون الجميع على الخير، فعندما أرحب بكم معناها أني أرحب بناس مفكرين ويعرفون الحقائق، وفي نفس الوقت أي واحد منكم إذا ما أراد أن يطلع في المملكة ويسأل عن أي شيء يريده، فأعتقد أن وزير الثقافة والإعلام ومساعديه مستعدون لذلك، ونود أن نراكم دائما في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية وفي معرض الكتاب وفي كل النشاطات الثقافية التي تجري في المملكة إن شاء الله.