كشف ل«عكاظ» المنتج القطري أحمد الهاشمي عزمه على إنتاج فيلم عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) دون النظر إلى بعض الاعتراضات التي وقفت في طريقه، ومنها بعض فتاوى الأزهر التي عارضت تجسيد أدوار الصحابة في المسلسلات والأفلام. وبين الهاشمي أن إنتاج فيلم يتحدث عن سيرة أعظم شخصية في تاريخ البشرية حلم يراوده منذ زمن طويل، خصوصا في ظل الحملات الشرسة التي يتعرض لها المسلمون في كل مكان لتشويه صورة دينهم ورسولهم وطمس الحقائق، مستخدمين كل الوسائل الإعلامية المتاحة من دراما وسينما وتلفزيون وصحافة، وغيرها من الوسائل الجماهيرية المؤثرة في كل شرائح المجتمع. ولفت الهاشمي إلى أن إنتاج فيلم يحكي سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو مشروع متكامل يهدف من خلاله إلى التعريف بالإسلام الحقيقي، وسد الفجوة بين الثقافات والتعريف بالإسلام ورسوله دوليا ولتصحيح صورته في أذهان الجمهور الغربي. وبين الهاشمي أن المجموعة ستأخذ في الاعتبار المحاذير الشرعية في جميع مراحل تنفيذ الفيلم، موضحا أن مجموعته عهدت لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي الإشراف على الأبحاث التمهيدية للفيلم وتقديم الاستشارات الدينية والتاريخية إلى منتج الفيلم ومخرجه. ورشة شرعية وأشار إلى تنظيمهم ورشة أولية في الشهر الماضي، ضمت نخبة من أبرز علماء المسلمين حاليا يتقدمهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الدكتور سلمان العودة، الدكتور طارق السويدان، والدكتور علي محيي الدين القرة داغي، ونخبة أخرى لامعة من العلماء والمفكرين والإعلاميين والمتخصصين. وناقشت ورش العمل الرسالة الأساسية للفيلم والأهداف الكلية المؤمل تحقيقها من ورائه، بالإضافة لكيفية التعبير عن كلام وأفعال الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وطبيعة عرض ما قد يعبر به عنه (صلى الله عليه وسلم) مثل نور أو ظل أو غير ذلك. وتابع «طالبنا المشاركين بتحديد كيفية ظهور الصحابة الكرام (رضوان الله تعالى عليهم) وضوابط ذلك، وخصوصا الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وبنات النبي (رضي الله عنهن)، وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهن)، وكبار آل البيت الكرام، والصحابيات، وخصوصا في مرحلة ما قبل الإسلام، فضلا عن ذلك فقد دعيناهم للتفكير في كيفية معالجة وعرض أحداث الجاهلية من مظاهر فسق ومجون ووأد للبنات وما إلى ذلك، وكيفية إظهار وعرض المعجزات، وحدود ذلك، وأيضا طريقة معالجة عوالم الغيب؛ الوحي وتنزله، عالم الملائكة الكرام، وعالم الجن والشياطين، بالإضافة إلى طبيعة القراءة للقرآن الكريم على لسان الممثلين، واختيار اللغة وحجم الإتقان المطلوب، وأية قضايا أخرى متعلقة بذلك لتقدم فيها أوراق عمل». وبالنسبة للعمل أوضح أن «حتى الآن في الأدوار التمهيدية في انتظار إقرار الأمور والجوانب الشرعية التي لا يمكن التحرك دون حسمها، وهو ما كان يهدف له المؤتمر من هذه الورش، وفي كل الأحوال لا يمكن بأي حال من الأحوال الانتهاء من الفيلم قبل عامين من الآن». سيناريو الفيلم وكشف الهاشمي عن استمرار عمل ورش عمل أخرى تضم الشرعيين والكتاب كخطوة أولى بعد ورشة الشرعيين لوضع الضوابط التي سوف يسير عليها كتب العمل، مفيدا أن كتابة النص ستوكل لمجموعة من المتخصصين في كتابة السيناريو المحترفين الذين أنهوا كتابة النص وسيعرض على الورشة الشرعية لمعالجته بشكل نهائي، ومن ثم إقراره للبدء في تنفيذه. مبينا أن اللجنة الشرعية ستتابع كل مراحل العمل بدءا بالكتابة مرورا باختيار الشخصيات وانتهاء بتصوير العمل، حرصا على تقديم عمل فني بمعايير إسلامية وسطية لتحقيق الفائدة المرجوة منه. وقال الهاشمي «منذ زمن طويل والمسلمون يحلمون بفيلم عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) على غرار فيلم الرسالة الذي أخرجه المرحوم مصطفى العقاد، والذي لو كان حيا لساعدنا في مهمتنا بالتأكيد، لكننا حريصون على إكمال المسيرة وتقديم الإسلام الوسطي بنفس الطرق التي يحارب بها أعداء الإسلام هذا الدين العظيم». وأضاف «لن نلتفت للأصوات الشاذة والمتطرفة، فنحن مسلمون ونحرص على إظهار هذا الدين بأجمل صورة، مطوعين التقنية وأدوات التأثير في هذا العصر لخدمة الإسلام مثل السينما والدراما». وزاد «كفانا تخلفا ورجعية وإهمالا لهذه الأدوات المهمة»، مشيرا إلى أنه يحترم فتاوى الأزهر، لكنه مستند في عمله للجنة شرعية متخصصة تضم نخبة علماء على مستوى العالم الإسلامي، ولفت إلى أن تأخر وتعثر كثير من الخطوات السابقة سواء من المنظمات والدول الإسلامية ورجال الأعمال في إنتاج أفلام سينمائية عالمية، جعله يستعجل الخطى في إنتاج هذه الفيلم. وطالب الهاشمي وسائل الإعلام بدعمه في مسيرته لإنتاج هذا الفيلم، مشيرا إلى أن هذا الفيلم لن يكون الأول في سبيل تقديم سينما إسلامية راقية وسطية بمواصفات عالمية. إنتاج عالمي وأفصح الهاشمي عن أن الفيلم يحظى بدعم باري أوزبورن، منتج سلسلة أفلام «مملكة الخواتم» و«ماتريكس» بهدف تقديم عمل ضخم، معتبرا أنه ثاني فيلم سينمائي إسلامي يقدم في هوليود بعد الرسالة، موضحا أنه من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم الذي تبلغ تكلفة إنتاجه 200 مليون دولار عام 2011، مفيدا أنه بدأ بالفعل مشاورات مع ستوديوهات الإنتاج السينمائي، وشركات التوزيع في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وأنهم سيستعينون بممثلين مسلمين ناطقين باللغة الإنجليزية، لافتا إلى أن الفيلم «سيكون موجها لجميع المتحدثين بتلك اللغة العالمية، من المسلمين وغير المسلمين؛ بهدف التعريف بالإسلام ورسوله على نطاق واسع».