نفى مجمع البحوث الإسلامية ، صدور أية فتوى من اللجنة الفقهية بالمجمع حول الفيلم الذى تعتزم قطر إنتاجه عن الرسول صلى الله عليه وسلم،و أكد الشيخ على عبد الباقى أمين عام المجمع أن الفيلم لم يُعرَض على أعضاء المجمع حتى الآن، معتبرا أن أي رأي يصدر عن عضو فى المجمع حول الفيلم لا يعبر عن رأي المجمع أو الأزهر، كما أكد أن عدم استشارة المجمع لا تعد مؤشرا على مخاوف من صدور فتوى ترفض الفيلم. ويواجه الفيلم مخاوف دينية من اصطدامه بالفتوى الأخيرة الصادرة عن المجمع فى جلسته الشهرية الخميس قبل الماضى، والتى تشدد على عدم جواز تجسيد الرسل والانبياء والعشرة المبشرين بالجنة من صحابة الرسول فى الاعمال الفنية، وذلك لما تحمله هذه الشخصيات من قدسية ،ولتفادى ما يمكن أن تحدثه الأعمال الفنية التى تجسد هؤلاء من خلاف دينى أو فتن مذهبية. وحسبما أكد الشيخ عبد الباقي فإن لجوء صناع الفيلم إلى لجنة شرعية مستقلة تشرف على الفيلم مكونة من الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والدكتور طارق السويدان والدكتور سلمان العودة، يعد محاولة للخروج من مأزق تعطيل الفيلم بحجة عدم حصوله على الشرعية الدينية من قبل هيئة مثل مجمع البحوث. وكان الدكتور يوسف القرضاوى قد علق على الفيلم بقوله «هذا العمل سيحمل رسالة تنويرية عن حقيقة النبى التى يجهلها الكثيرون فى الغرب» مضيفا أن مليارات البشر يعيشون ويموتون دون أن يعرفوا شيئا عن النبى رغم رسالته العالمية وهو الأمر الذى وصفه القرضاوى ب»هذا تقصير كبير من المسلمين». وحسبما أعلنت الشركة المنتجة، فى وقت سابق، فإن اللجنة الشرعية تعقد ورش عمل لمناقشة تعامل الفيلم مع الأقوال والأفعال التى تخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وما إذا كان التعبير عنها سيتم من خلال الظل أو بالحركات، وهو الأمر الذى لم يتم حسمه بعد. وبعيدا عن حالة الجدل التى يثيرها الفيلم مازالت مسألة تجسيد الصحابة مثار خلاف فقهي بين علماء المسلمين، حيث يتراوح الحكم الشرعى بها بين الإباحة المشروطة والتحريم التام، فى حين يراها البعض أمرا مذموما لما قد يحتوى عليه هذا التجسيد من إساءة للشخصية نفسها. وتخطط لإنتاج الفيلم شركة قطرية أعلنت في وقت سابق أنها خصصت 200 مليون دولار لتكاليف الإنتاج، على أن يُسند إخراجه للمخرج العالمي «باري أوزبرن». وعقدت الشركة مؤتمرا خلال اليومين الماضيين حيث ناقشت ورش عمل المؤتمر الرسالة الأساسية للفيلم وأهدافه، إضافة إلى كيفية التعبير عن كلام وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وطبيعة عرض ما قد يعبر به عنه صلى الله عليه وسلم مثل نور أو ظل أو غير ذلك. وطالبت الشركة المشاركين فى المؤتمر بتحديد كيفية ظهور الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم وضوابط ذلك، وخصوصًا الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وبنات النبي وأمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن، وكبار آل البيت الكرام.