قالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من نصف أربعة ملايين شخص فروا من جنوب السودان؛ بسبب الحرب الأهلية مع الشمال، عادوا إلى المنطقة منذ توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005. وأوضح المتحدث باسم المنظمة جان فيليب شوزي أثناء عرضه تقريرا حول المنطقة «منذ توقيع اتفاقات السلام في يناير 2005، عاد أكثر من مليوني شخص إلى جنوب السودان». وبحسب الأممالمتحدة، فإن نحو عشرين سنة من الحرب الأهلية بين الشمال حيث الغالبية من المسلمين، وبين الجنوب حيث الغالبية من المسيحيين، أوقعت مليوني قتيل، وتسببت بنزوح أربعة ملايين شخص. وبعد السنتين الأوليين من انتهاء الحرب الأهلية اللتين شهدتا حركة عودة مرتفعة جدا، سجل عدد العائدين تباطؤا كبيرا في 2008 و2009. وأضاف شوزي «نرى أن قرابة 740 ألف شخص عادوا في 2006 ونحو 730 ألفا في 2007، لكن هذا الرقم انخفض في 2008 و2009 لأننا شهدنا العام الماضي عودة قرابة 160 ألف شخص إلى جنوب السودان». لكنه أوضح أن الميل عاد من جديد إلى الارتفاع «خلال الأسابيع الأولى من 2010»، موضحا أن ذلك يتم مع اقتراب الانتخابات المتوقعة في إبريل. وشدد المتحدث باسم المنظمة على أن نحو 60% من العائلات التي عادت يتولى أمرها نساء، وبالتالي فهي «بحاجة ألى مساعدة لإعادة الاندماج بشكل أقوى». وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فان 4,3 مليون شخص كانوا بحاجة إلى مساعدة غذائية في المنطقة في 2009. وتشكل انتخابات إبريل أول عملية انتخابية متعددة الأطراف في السودان منذ قرابة ربع قرن. ويخشى عدد من المراقبين أن تشكل هذه الانتخابات والاستفتاء الذي يجري في 2011 حول انفصال الجنوب، حجة لتكثيف أعمال العنف في جنوب السودان، المنطقة التي لا تتمتع ببنى تحتية جيدة ولكنها تحتوي على موارد طبيعية وفيرة. وقد ازدادت المعارك بين قبائل متخاصمة أو في صفوف القبائل نفسها بشكل ملحوظ في 2009 في المنطقة.