لا أخشى أن أقول إن المشهد الراهن بكل ما صاحبه من حراك وضجيج ونجومية واشتعال أثيرات دولية وإقليمية. إنما هي إرهاصات تؤسس في وجدان الإنسان السعودي الإيمان بأنه (أي الإنسان) لم يعد كما مهملا وإنما هو كيان من خلال ما يمثله من حضور يطفو معه على السطح. عبده خال العالمي: وهكذا وبدون مقدمات ومن غير إسراف أو شنشنة أو طنطنة أو حشد لتدابير مسبقة والتفاف حول الهدف لاقتناص الفريسة.. كان إبداع عبده خال هو الشاهد والحاضر على منصة التتويج.. فاز ابن جيزان هذه المدينة التي ضخت في عالمنا الثقافي موسوعة من القدرات منها الشاعر المبدع محمد علي السنوسي.. هاشم عبده هاشم.. علوي الصافي.. علي العمير.. المفتاح، أحمد عائل فقيهي.. محمد عبد الواحد (بهلول الصحافة).. الدكتور حمود أبو طالب.. الدكتور عثمان هاشم.. عابد هاشم.. وفنانون كثر كانت جيزان تربة خصبة سكنها الإبداع ففرخت مواهب عظيمة.. ويأتي اليوم هذا الناحل ليفجر المفاجأة الكبيرة ويفرش سحابة سماوية اقتحم بها سماء النجومية الدولية من خلال فوزه بجائزة بوكر الأدبية الرفيعة ومن حق الوطن أن يفاخر بهذه القدرة الإبداعية، ولعل معالي وزير الثقافة والإعلام (المثقف) الدكتور عبد العزيز خوجة قد ثمن من داخل قلب الوطن عندما كان له السبق في زف التهاني للمبدع الكبير وكان الوطن حاضرا يسكن في قلب هذا الفنان المبدع. فقد تسابق الكثيرون في الإعراب عن الفرحة والتقدير.. ولعل المؤسسات الثقافية تتحرك لتعطي هذا الحدث حقه من التقدير والتكريم.. وتحية لجيزان وأهلها وشبابها وللوطن بأسره. عنيزة مدينة تسكن أهلها: ما كان لي أن أزحم هذه المقالة هكذا بمدينتين تفيضان عظمة وروعة لولا ضيق الحيز وتتابع الأحداث في هذه الأيام. وعنيزة هذه (باريس نجد) كما لقبها الرحالة أمين الريحاني مدينة ليست ككل المدن إنما صاغ لها النبلاء من أهلها تاريخا جعلها حاضرة في كل الأبعاد ومتخطية الزمان والمكان في عبقرية فجرت ينابيع العطاء، فكان لها هذا الشموخ وهذا التميز. وعندما أقول عنيزة مدينة تسكن أهلها فهو ليس كلاما جزافيا وإنما هو واقع ملموس جعلها وجعل أهلها يمتازون عن غيرهم. عنيزة مدينة العلم والعلماء: وهي التي أبرزت الشيخ ابن السعدي والشيخ ابن عثيمين.. ومدينة الأدب والأدباء ويأتي في مقدمتهم المعلم والمربي صالح بن صالح الذي عاش في عنيزة وكرس العلم فيها، ومنهم أيضا أول من حصل على درجة الدكتوراه الوزير المخضرم الدكتور عبد العزيز الخويطر والدكتور عبد الله الغذامي والأستاذ حمد القاضي والأستاذ عبد الرحمن الذكير والدكتور إبراهيم التركي والمربي عبد الرحمن البطحي.. وعنيزة مدينة الوزراء والسفراء فمن ينسى أول وزير دولة الشيخ عبد الله السليمان الحمدان والوزير الدكتور عبد العزيز الخوطر والوزير عبد الرحمن أبا الخيل والوزير محمد الحركان والوزير عبد العزيز الزامل والوزير سليمان السليم والوزير الدكتور ناصر السلوم والوزير مساعد السناني والوزير الدكتور يوسف العثيمين وعميد السفراء السفير محمد الشبيلي. عنيزة مدينة الشعراء وشعراؤها الكبار من الجيلين القديم والحديث منهم على سبيل المثال لا الحصر الخياط والقاضي وأبو ماجد والقرى وأحمد الصالح (مسافر) والقبيل والسناني. عنيزة مدينة الريادة حيث أنجبت أول وزير وأول دكتور وأول دكتورة. أما عن عنيزة ووقفة رجال أعمالها الأوفياء فهم (الزامل.. التميمي.. الجفالي.. العليان.. السليمان.. السبيعي.. إلخ). أما عن عنيزة الحديثة بجمالها وبساطتها فقد استطاعت عنيزة بهمم رجالها أن تجعل من السياحة صناعة وبالفعل أصبحت وجهة سياحية على مدار السنة.. حيث تقيم اثني عشر مهرجانا متنوعا سنويا.. منها على سبيل المثال لا الحصر (مهرجان الغضا.. مهرجان التمور.. مهرجان الصيف.. مهرجان المسوكف.. مهرجان الثقافة.. مهرجان الفنون والتراث.. مهرجان ريف العوشرية.. إلخ).. وأقف عند محافظها الشاب النشط وجهوده المتواصلة لقيادة فريق عنيزة.. إنه بالفعل ربان ماهر ومهندس متمكن بذل من وقته الكثير لتظل عنيزة رائدة في كل مجال.. إنه المهندس البارع مساعد اليحيى السليم الذي يعتبر بشهادة الكثيرين من أبرز المحافظين على مستوى وطننا الغالي.. يكفي مبادرته وتواصله من خلال الزيارات التي يقوم بها مع فريق عمله إلى المدن والمحافظات لترسيخ مبدأ التعاون والتآلف والتكاتف ونبذ العنصرية.. وجدير بالذكر أن عنيزة موجودة في كل الوطن من خلال أبنائها في مكةوالمدينةوجدة والدمام والرياض كبؤر ضوئية تشع بحب هذه العنيزة وترسخها في أذهان الناس كمدينة (حاضرة في وجدان أهلها) اعتزازا وتأصيلا وتجذيرا لها في أعماق الأجيال.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة