وقفت في كامل هيئتها المهيبة.. كانت متماسكة.. ثم رأيتها تنهار ثم تداعت على الأرض تمسك طرف الثوب تصيح وتتوسل (الله يعافيك أي وظيفة بألف ريال بخمسمية أي شيء. وأقسم ما عندنا عشاء اليوم وما أتكلم عن بكرة)!! هذا مشهد تقدمه بنت سعودية على أرض الواقع المحلي وليس في تمثيلية تلفزيونية.. بنت من بلدي ضاقت بها الحيلة وطفقت تجري في الأرض الرحمة يا ناس! هل تظنون المشهد سهلا! هل يمكن رؤيته دون أن تشعر أن قلبك في معصرة!! ووجدانك في حالة خجل، وضميرك يتكهرب، وعينك حائرة بين دموعها وعجزك!! بنت واقفة تطلب اللقمة وكان تماسكها يمنعها الكلام ثم انفجرت هل يمكن تقول عنها كذابة!! هل عينك تكذب وقلبك وهو يرجف يكذب!! بنت سعودية لا مورد لها.. فلا أب على قيد الحياة، ولا أخ قادرا يطعمها، وبقيت وحيدة في مهب الضغوط.. تعول أسرة مكونة من أم وثلاث أخوات غيرها إحداهن مريضة!! وللمعلومية البنت متعلمة ومعها شهادة بكالوريوس حاسب آلي (هل تصدقون) ما شاء الله من كثر التقنية في مجتمعنا ما عندنا وظائف لخريجات الحاسب!! بنت من بناتنا اليوم لم تجد وظيفة وليس لديها أي مورد تقتات منه لقمة اليوم وبالتالي لا تطمع في الغد!! الحديث هنا ليس عن شح الوظائف ولا عن البطالة المقنعة والظاهرة، ولا عن الشهادات التي اعتراها الصدأ لعدم الاستعمال! الحديث عن فتيات مليئات بالحياة تضج فيهن الحيوية من كل اتجاه يتحملن مسؤوليات وكل منهن تعول أسرة إذا لم يجدن المعين والعائل والمورد الحلال إلى أين يذهبن؟ هذا هو الخطر!! إن الشاب الذي لا يجد الوظيفة قد لا يضطر إلى بيع لحمه رخيصا.. وقد لا يؤجر نفسه لطالب متعة حتى يقبض الثمن! وقد لا تكون عفته في خطر! أما البنت إذا استرخصت رخصت وضاعت للأبد! ونحن لا نخاف مستقبلا تكثر فيه عاطلات عن العمل بل نخاف مستقبلا تكثر فيه المتاجرات بالعفة! وإذا كانت أرقام البطالة في ازدياد فالمرجو أن لا تتزايد معها أرقام بائعات العفة لمن يطلبها! من الخطأ التصور الشائع أن البنات يجدن العائل لهن وأنهن سعيدات تحت الرعاية والعناية الدائمة فهذه لم تعد القاعدة! اليوم عدد من البيوت مفتوحة تأكل لقمتها من عرق بناتها! اليوم البنت تنفق على الأسرة فيما يكون الولد مسؤولا عن أسرته الأخرى زوجته وأبنائه! بلادنا قلناها ويقولها الجميع بألف خير والذي يحدث ليس شحا في الوظائف إنما شح في التنظيمات والخطط الإدارية الواجب اتخاذها لمواجهة الواقع، ولاحظوا أن الطالبة وهي تدرس تقبض مكافأة وإذا تخرجت انقطعت عنها حتى ولو لم تجد الوظيفة!! فهل هذا تحريض للبنات أن لا ينجحن ولا يتخرجن حتى لا تموت أسرهن!! المفارقة أن الطالبة لها تقدير لكن الكفاءة البشرية ليس لها تقدير كيف ذلك؟! للحديث بقية!! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة