يعود الشاعر والإعلامي عبد الله الخشرمي في أحدث دواوينه وكتاباته «وجهان للمنفى» إلى الشعر والحداثة والبحث عن المفردة قليلة الاستخدام. واشتمل الديوان الصادر حديثا لدى دار شرقيات للنشر والتوزيع في القاهرة على قصائد اتخذت في مجملها شكل قصائد «كبسولات» منها ما بدأ به الديوان «قلق»: «وأنا أجيء من البكاء. . . ملثما بمباهجي وحدي أواري غربتي .. . امضي يقينا . . احتسي ريبي». (انتهت القصيدة) وفي كبسولة «غواية» يقول الخشرمي: «أعدو في ثرى واحات فتنتها . . . وترتد الكتابة نحو خاصرة الكلام وتومض اللحظات أنثى. . . وقتها مطر وأمكنتي صحاري عاشق ثمل بأشجاني وأوقدت القصيدة في جناني». وفي قصيدته.. كبسولته البليغة «قرين» التي تذكر باختزالات الكاتب السوداني المهجري محمد إبراهيم الشوش في أفكاره المختزلة كتابة: «وودعني في المطار . . . وحين جلست على مقعدي صار جاري وحين وصلت إلى وجهتي . . كان حزني معي في انتظاري». وفي «فوضى» يقول: «أنا أربك الفوضى وأحدث هدأة الأشياء اقتلكم بموتي ثم امضي حين امضي سوف تبكي كل فوضاكم . . تراتيلي وصمتي». الخشرمي رئيس المركز العربي للإعلام ورئيس تحرير مجلة مال وأعمال له من الدواوين، «خارطة المرايا، ذاكرة الأسئلة، ومنفى».