أعلنت جهات الاختصاص عن قرب إجراء تعداد جديد للسكان والمساكن وبدأت في إعداد حملة إعلامية لتوعية السكان بأهمية التعداد في حياتهم وأن عليهم التعاون مع رجاله لتقديم معلومات صحيحة حتى تنجح عملية التعداد وتكون نتائجها دقيقة. وقد عاصرت شخصيا أربع عمليات لتعداد السكان والمساكن وأدركت الجهود التي تبذل لإجرائه والأعداد الكبيرة من الرجال المشاركين فيه وما ينفق من أموال لتمويله، ولكن الملاحظ أنه لا يوجد شيء ملموس واوضح يؤكد أن هناك فوائد عظيمة تجنى من وراء عمليات التعداد السكاني، وقد تكون هناك فوائد غير منظورة أو لايلمسها المواطن العادي، وقد تقدم نتائج التعداد من إحصائيات ومعلومات إلى الوزارات المسؤولة عن التخطيط، ولكن لا يستفاد من تلك النتائج بالشكل الذي ينعكس إيجابا على ما يقدم من خدمات وبرامج، وعلى سبيل المثال فإن عمليات التعداد السكاني تظهر في نتائجها أعداد العاطلين عن العمل من الجنسين، فماذا فعلنا للعاطلين منذ آخر تعداد حتى هذا التاريخ؟، ويظهر التعداد ما هو موجود في البيوت من مطلقات وعوانس وعزاب ومعاقين ومرضى عاجزين ومرضى نفسيين، لتستعد الجهات المختصة لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والإنسانية لهم، لأن بعض الأسر تتحدث عن وجود معاقين لديها لم تجد لهم مكانا في مركز متخصص لرعاية المعاقين وأسر أخرى لديها أطفال يعانون من التوحد اضطرت إلى نقلهم إلى الأردن لإحالتهم لدور متخصصة في رعاية أمثالهم، كما أن ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة يحتاج إلى دراسات نفسية واجتماعية واقتصادية، وإلا ما فائدة أن يسجل رجال التعداد كل تلك المعلومات ثم تظل بعد طباعتها في دفاتر الإدارة العامة للإحصاء في وزارة المالية أو تزود الوزارات والجهات الحكومية بصور منها فلا يلقي لها أحد بالا أو يطلع عليها المسؤول في الجهة الحكومية ويؤيد ما جاء فيها ثم يعتذر لمن حوله لعدم القدرة على تنفيذ ما وصله من معلومات وتوصيات لأن «العين بصيرة واليد قصيرة» حسب ما يقول المثل العربي، فلا يتخذ الإجراء المناسب لتفادي الملاحظات ومعالجة الوضع ليظل على ما هو عليه بل يزداد سوءا حتى حلول موعد إجراء تعداد سكاني جديد!. ولذلك فإن عملية التعداد السكاني ليست هدفا في حد ذاتها بل هي وسيلة لتحقيق هدف وطني نبيل، وهو الاستفادة من التعداد والإحصاء لمعرفة واقع السكان والمساكن، والبناء على تلك المعرفة للتطور والرقي وتحسين الأوضاع العامة.. ولعل الإحصاء القادم ينتج عنه ما تقدم ذكره من معالجات تجعل السكان يشعرون بفوائده المرجوة منه.. وبالله التوفيق. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة