قبل شهر دخلت في الثالثة والعشرين من عمري، أدرس في السنة النهائية من المرحلة الجامعية، وأعيش بين والديّ في هدوء وسعادة، وجميع إخوتي على وفاق معهم، ورغم أن كل طلباتي متوفرة وأتصرف في شؤون حياتي دون إجبار من أحد، لكني أعاني من الخجل الذي جعل حالتي النفسية تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة وأنا أرى جميع من حولي من أهلي وأصدقائي ومعارفي لا يهتمون بمشكلتي ويقولون لي إن معاناتي هذه هي معاناة عابرة ستنتهي مع الوقت، ويؤكدون لي ذلك، ويستدلون على تأكيدهم أنهم في بعض الأحيان يسمعون مني أنني لن استسلم بسهولة لأي موقف أو ظرف قد يواجهني، بدليل أنهم يشعرون في بعض الأحيان ارتفاع في معنوياتي النفسية، رغم رؤيتهم لحمرة وجهي وارتباكي عندما أصاب بالخجل، أريد أن أتخلص من معاناتي.. كيف؟ بنت الجزائر الحياء أمر مطلوب، ولكن الخجل أمر مرفوض، فالحياء شعبة من شعب الإيمان، أما الخجل فهو خوف من مواجهة الآخرين لإيصال فكرنا لهم أو الدفاع عن ذواتنا، لذا إن كان ما تعانين منه خجل وهذا الأرجح فأنت بحاجة إلى علاج هذا الخجل، أنت بحاجة أولا إلى زيادة ثقة بنفسك من خلال زيادة إنجازاتك، وبحاجة أيضا إلى تعزيز نفسك بعد كل إنجاز تفعلينه مهما كان بسيطا، كما أنك بحاجة إلى معرفة نقاط القوة لديك لزيادتها، ونصيحتي لك زيدي من مساحة القراءة لديك عن موضوع التحدث والثقة بالنفس فالكتب في هذا الشأن كثيرة، كما أن اتفاقك مع صديقة أو قريبة لك تعزز لديك ما يصدر عنك من أعمال إيجابية أمر مفيد، وتحدثك أمام مسجل كأن تقرئي خطابا مثلا ستلقينه أمام الناس، ثم الاستماع لصوتك مرة أخرى يفيدك كثيرا، إضافة إلى التدرب على التحدث أمام أهلك وأقاربك وصديقاتك وتسجيل ذلك ثم معاودة الاستماع إليه مفيد لك، حاولي المشاركة في بعض الأنشطة العائلية ومع الصديقات وسينعكس ذلك إيجابيا عليك بإذن الله.