معرض الرياض الدولي للكتاب فتح أبوابه لهذا العام لتعود قضايا النشر وإشكالاته ومستقبله للواجهة من جديد. الشجون والهموم النشرية عديدة تنبعث مع كل إطلاله معرض للكتاب. كنت ومازلت آمل أن تتعاطى الجهات المسؤولة وجمعية الناشرين السعوديين مع الإشكالات الملحة للنشر السعودي والمتمثلة في العزوف من قبل البعض في النشر محليا. والتوجه اللا متردد نحو الواجهة اللبنانية لتقديم الإبداع السعودي ونشره هناك. اللهث الذي يقوده أعداد من الشعراء والروائيين والروائيات نحو التعلق بدار أجنبية جعلت من الناشر السعودي خيارا أخيرا ليس مقدما أو مرغوبا فيه. من طرائف النشر أن إحدى الروائيات المبتدئات تقدمت إلى إحدى الدور اللبنانية وتكفلت هي بقيمة الطباعة ومبلغ لصاحب الدار مقابل وضع اسم الدار عليها! أما الدراسات التاريخية والتراجم فهي بلا شك قد تحولت على الدور الأخرى غير السعودية نتيجة الحصار الممارس على تلك الدور من خلال الفسوحات التي تقف حاجزا بين توجه المؤلف إلى الناشر السعودي الذي سيواجه حتما بآلية البيع والتوزيع الداخلي. حيث إن الناشر الآخر سوف يتقدم بهذه المنشورات بلا أية رقابة خصوصا في معرض الكتاب المغطى بحماية وحصانة خاصة. بخلاف ابن الوطن الذي لا يطرب البعض نشرا أو توزيعا أو تسويقا. من إشكالات النشر أن الإعراض عن الناشر السعودي طالت حتى المؤسسات الرسمية، فبعض الأندية الأدبية سارعت هي الأخرى إلى الاستقواء بالدور غير السعودية وذلك شعورا منها أن ذلك سوف يجلب لها مزيدا من الجمهور والمثقفين. مؤسف بحق أن الدور السعودية والناشر السعودي يصبح أداة للإخفاق حسبما يراه البعض، وأن الختم والمهر الأجنبي هو المحفز الأكبر للتوزيع والنشر والإقبال من قبل القارئ. من أهم إشكالات النشر ضعف التوزيع، وشكوى المؤلفين تتعاظم كل عام، وليس هناك ثمة مبادرات أو أفكار جادة تتبناها الجهات والمؤسسات المدنية نحو إيجاد وحلول فاعلة لهذا الأمر. فشركات التوزيع مازالت تراوح مكانها في آلياتها البدائية ومخازنها المملوءة المتراكمة والتي كان آخرها الإعلان الموجه من شركة تهامة للتوزيع والتي تتوعد فيه المؤلفين بسرعة اتصالهم وإلا سوف يكون مآل كتبهم ومؤلفاتهم المخزونة منذ سنتين غير محمود. والسؤال الأهم هل ستكون مآلات بعض شركات التوزيع تلك التهديدات للكتاب السعودي التي أعلنتها شركة تهامة. إن أهم مبادرة هي قيام شركات توزيع جديدة تحمل استراتيجية عملية ناجحة تتلاءم مع الاحتياج اللازم للنشر والتوزيع للكتاب السعودي. بعيدا عن الآليات المملة التي يلهث القارئ وراءها بحثا عن كتاب وهو في زوايا المستودعات. إن الشكوى من قبل التوزيع وعدم وجود حلول ناجحة له طالت حتى المؤسسات الحكومية، فالجامعات قد أخفقت في تسويق كتبها بشكل جيد يتلاءم مع أوضاعها والقيمة العلمية لما ينشر حتى المؤسسات الثقافية الحكومية تشكو هي الأخرى من عدم استطاعتها على تسويق منشوراتها وإيصالها إلى القارئ خصوصا في مملكتنا الغالية التي هي أشبه بالقارة وليس ثمة عمل يتناسب مع القارئ والمواطن المنتشر في جميع أطراف الوطن الغالي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة