في ندوة الكتاب السعودي بين المؤلف والناشر والقارئ غاب الأخير وبرزت عدة أسئلة حول أهميته في صناعة الكتاب وحركة التأليف والنشر وطرحت أسئلة أخرى عن القضايا الحقيقية التي تسكن الكاتب السعودي وأسباب هربه للخارج .. وعن مصير الدراسات والأبحاث الحبيسة في أرفف وأدراج الجامعات السعودية. حيث أوضح الدكتور فالح العجمي أن أهم المشكلات التي يعاني منها الكتاب السعودي عدم توافر البيانات كذلك عدم قدرة الناشرين العرب على صناعة الاتجاه ، أي أنهم ينظرون إلى الموضوعات الرائجة في السوق فيتم نشرها لأنها من اهتمامات القارئ ، يعني أن الحدث هو الذي يفرض على الناشر ماهية المنشور سواء كان اهتمام القارئ أحداث سياسية أو فضائح أو روايات جنسية بينما نرى دور النشر العالمية هي من يصنع الاتجاه الثقافي واهتمام القارئ . ومن المشكلات أيضا ظهور المطبوعات الإلكترونية الحديثة وارتفاع اسعار الشحن ، كذلك عدم وجود موزعين في الدول الأخرى وعدم الاهتمام بالنشر إلا لكبار الكتاب وكذلك عدم الصرف على الدعاية . وأضاف بأن من المشكلات عدم قيام معارض الكتب بالدور الذي من أجله تقام هذه المعارض ، فدور النشر همها الأول البيع منذ افتتاح المعرض بينما نجد في الخارج الاهتمام الأول ينصب على عقد الصفقات مع الكتاب والمؤلفين . بعد ذلك تحدث الأستاذ عبدالله الماجد عن الملمح الفني لصناعة الكتاب بقوله إن صناعة النشر تتألف من أربع دوائر مترابطة فلا تنفك دائرة عن الأخرى وهي صانع المادة - المؤلف - ، الناشر ، الطابع ، الموزع ، فلايمكن أن تقوم دائرة بالعمل وحدها في منأى عن هذه المنظومة. ويرى بأن المستقبل المفترض المتطور هو وجود مؤسسة مستقلة للتوزيع في داخل المملكة وخارجها . وطالب الماجد بالتحكيم الأكاديمي في دور النشر لضمان جودة المادة وأهمية توافر الحصر البيوغرافي للمؤلفات السعودية مرتئيا للمستقبل المنظور مؤسسة مستقلة ومختصة بالتوزيع يسهم فيها الناشرون ، والذي شكل وجودهم في آخر الإحصائيات المسجلة بوزارة الإعلام رقماً كبير بلغ (1300 ) ناشر فيما ألقت الدكتورة بدرية البشر بظلال تجربتها الخاصة وبعض مشاهداتها في سوق النشر مع الكتاب السعودي حيث قالت إن الناشر العربي أصبح "بقالة لبيع الكتب" يتعامل مع المؤلف السعودي على أنه كنز مما أدى إلى تفرغ بعض الكتب السعودية من محتواها الثقافي والتعامل معها على أنها سلعة استهلاكية في سوق رائجة .. منبه إلى القصور في آلية صناعة الكتاب وطرق معالجته الفنية التي يهتم بها معظم المؤلفين والناشرين في العالم وتغيب في الوطن العربي.