يشهد مستشفى قوى الأمن في الرياض ازدحاما كبيرا من قبل المراجعين سواء في العيادات الخارجية أو الطوارئ، ويمكث المراجعون الساعات الطوال كي يتمكنوا من الدخول إلى الطبيب. «عكاظ» تجولت في طوارئ مستشفى قوى الأمن ورصدت العديد من المرضى منومين على الأسرة في ممرات الطوارئ، والبعض منهم لا يستطيع الانتظار فتجده يتقيأ من شدة الإعياء أمام الجميع. وحول ذلك تقول أم أحمد «قدمت إلى طوارئ المستشفى عند الساعة السابعة صباحا، ولم أتمكن من الدخول إلى الطبيب المعالج إلا عند الساعة الثانية بعد الظهر». بينما تؤكد بسمة المطيري أن حالتها ازدادت سوءا عندما راجعت المستشفى، كونها حاملا في الشهر الخامس، «طول الانتظار زاد من آلامي وبعد فترة وجيزة من الوقوف في الممر أجهضت من شدة التعب». وتشتكي مها العمري من طول أمد المواعيد، «قررت أن أجري عملية في المرارة، فأخبرت بأن موعدي سيكون بعد عامين، وبعد أن وجد زوجي من يعرفه في المستشفى، قدم عمليتي إلى موعد بعد شهر وليس بعد عامين». وأبانت أم عبدالرحمن، «ابني معاق إعاقة كاملة وتعرض لوعكة صحية واضطررنا لمراجعة الطوارئ في مستشفى قوى الأمن، ورغم ارتفاع درجة حرارته المفاجئة إلا أننا مكثنا في الانتظار قرابة اثنتي عشرة ساعة، وكان من المقرر إيجاد سرير له لتنويمه ولكن أفادونا بأنه لا يوجد سرير شاغر حتى استطاع أبو عبدالرحمن إحضار واسطة، وعلى الفور تم إيجاد سرير شاغر له وتم تنويمه في المستشفى قرابة الأسبوع حتى تحسنت صحته». ورداً على ذلك، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في مستشفى قوى الأمن وليد الدعيج أن عدد المراجعين للطوارئ بلغ في العام الماضي (122495) مريضا، 6 في المائة من الحالات ليست طارئة، وإنما تحضر لارتفاع في درجة الحرارة أو عارض بسيط، «فالكثير يجهل أن الطوارئ هي للحالات الطارئة فقط، وكثيرا ما يطلب قسم الطوارئ ضرورة توعية الناس بهذه النقطة المهمة، حتى توفر عليهم مسألة الانتظار، فالانتظار لا يكون إلا للحالات التي لا تتطلب تدخلا مباشرا من الطبيب، والحالات الحرجة التي تستدعي تدخل الطبيب بشكل مباشر يتوجب عليه مباشرتها قبل غيره، فواجبنا المحافظة على أرواح الناس التي نحن مؤتمنون عليها». وعن غرف العمليات في المستشفى أبان الدعيج أنها مشغولة بنسبة 100 في المائة، «وغير صحيح تدخل الواسطة فيها، ولكن اعتذار أحد المرضى أو تأجيله لعمليته يتيح لنا أن نضع مكانه البديل من المرضى المحتاجين، وفعلا المستشفى يعاني من الازدحام، فلدينا أكثر من مليون ملف طبي للمرضى، و 80 في المائة من المنومين في أقسام المستشفى هم ممن دخلوا عن طريق الطوارئ». وحول توسعة المبنى لاستيعاب أكبر قدر من المراجعين، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في المستشفى،«هناك خطة للتوسيع في المستشفى بجميع أقسامها وإيجاد مبنى مستقل لمرضى الفشل الكلوي، والتوسع في جميع الأقسام وتخفيف الضغط على المستشفى الحالي. وعن الخط الهاتفي المخصص للمواعيد وانشغاله الدائم، قال الدعيج «الخط يواجه ضغطا كبيرا، حيث تردنا اتصالات مابين 1000 إلى 6000 اتصال يوميا، ويتم حجز جميع المواعيد في أول ساعتين فتنتهي بشكل سريع».