لا أدري إذا كانت الصورة التي نشرتها «عكاظ» أمس لفتاة صغيرة سعودية تعمل خادمة في منزل أسرة في جدة ستثير نفس الضجة وموجة الاحتجاج الذي أثارته شائعة عمل مواطنات سعوديات كخادمات في قطر، أم أن سر الضجيج والاحتجاجات كان يتعلق بفكرة عمل السعوديات في خدمة الآخرين خارج وطنهن لا بفكرة العمل نفسها؟! فمن الواضح أننا مجتمع ظاهري يهتم بالقشور أكثر من اللب، فهو يثور لشائعة عمل السعوديات في الخارج كخادمات رغم تأكيد نفيها، بينما لا يكترث لعمل نفس المواطنات في نفس المهنة في الداخل.. أي أن المسألة لا تتجاوز «سعودة» العيب أو الفضيحة حفاظا على الصورة لا اكتراثا بمن يظهر في الصورة!! طبعا المرأة السعودية تعمل في مجتمعها فراشة وصبابة قهوة وطباخة ومربية أطفال وكلها أعمال شريفة لكن لا يهم أن تعملها عندنا المهم ألا تعملها عند «الأجناب»!! الأمر يذكرني بقصة شاب سعودي ثار عليه بنو عمومته لأنه قبل أن يعمل فراشا على بند الأجور في إحدى المؤسسات الحكومية، يقول هذا الشاب ساخرا: بعضهم لا أعرفه ولم أره طوال حياتي وبعضهم أعرفه ولم يسأل يوما عن أحوالي أو يطرق بابي، لكن عندما تعلق الأمر بصورتهم الاجتماعية واسم أسرتهم الذي سيرتبط بمهنة فراش دس كل واحد منهم أنفه في شؤوني وتكالبوا علي كالوحوش المفترسة لا لينتشلوني من الحال الذي دفعني لمثل هذه الوظيفة المعيبة في نظرهم، وإنما ليمنعوني من ولوج باب الرزق الوحيد الذي وجدته مفتوحا أمامي، بالنسبة لهم كان علي أن أموت جوعا على أن أشوه ارتباطا عائليا لا وجود له في واقع حياتي!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة