لا يزال طلال مداح (صوت الأرض) يشغل الناس، رغم عشر سنوات على رحيله، حيث يترقب عشاق صوته صدور ألبوم جديد بعد غد يتضمن أغنيات لم تسمع له من قبل، كتب كلماتها العديد من الشعراء منهم؛ الأمير محمد العبد الله الفيصل، الأمير بدر بن عبدالمحسن، سلطان بن حمد بن سعود آل ثاني، محمد الفريح، فوزي فنتيانة، وسعود الشربتلي. ويلتقي عشاق صوت الراحل طلال مداح هذا الأسبوع، مع ألبوم يتضمن أغنيات نادرة له سبق أن سجلها في سني عمره الأخيرة. ويأتي العمل الجديد عن (فنون الجزيرة)، حاملا أغنيات لم يستمع لها جمهور طلال إلا واحدة منها (سبت العلايا)؛ وهي أغنية وصفية طبخت بشكل سريع بين شاعرها محمد القرني وملحنها الدكتور عبد الرب إدريس، وكان عرابها جابر القرني الذي استضاف طلال مداح ومجموعة من الإعلاميين إلى جولة في أبها والسودة وسبت العلايا وعدد من مدن وقرى ومحافظات عسير والجنوب عامة، قبل وفاة طلال بسنوات قليلة، وكانت هي أولى زيارات طلال لأبها. مداح وأبها سيقول البعض إن الراحل طلال مداح زار أبها، وعلاقته كبيرة بها كبر حجم أغنيته الشهيرة (أبها)، وحينما سأل قبل وفاته ذات يوم عن ذلك، فقال: «لم أزر أبها قط، كانت هذه زيارتي الأولى لها، بيد أني زرت خميس مشيط في الستينيات 1969 (1389ه)، مع عبد الله محمد، وعدنا قبل بزوغ الفجر، لذا يعتقد البعض أنني زرت أبها قبلا». وفي عودة للأغنية قدمها طلال في حفل رعاه الأمير خالد الفيصل في سبت العلايا، وهي المرة الأولى التي تطرح في ألبومات طلال، أغنية وصفية مباشرة تقول كلماتها التي لحنها طلال على إيقاع الخطوة: «اشتاق لك وأنا معك.. وإن رحت قلبي يتبعك يا أحلى زهرة في الجنوب.. ما أروعك ما أروعك الحب وأحلام الهوى.. في القلب دايم مسكنة من كان عاشق واهتوى.. سبت العلايا موطنه» لا توحشونا أما الأغنية التي تترأس المجموعة الجديدة؛ فهي أغنية (لا توحشونا)، من أشعار الأمير الشاعر محمد العبدالله الفيصل؛ توأم طلال الفكري ومناصفه النجاح في كثير من الأغنيات، مثل (مقادير، أغراب، ما عندي استعداد، لا وعد، لا تقول، أنا راجع أشوفك، تعالي نقسم الشكوى، أنادي، مرت، خذيت القلم، في عيونها شيء، والقمر طالع، غريب حبك، لبيه، تقابلنا)، وغيرها الكثير. ولحن طلال الأغنية بطعم ووحي من (اسمع حياتي) على السلم الخماسي المستخدم في السودان (أفريقيا)، ومشرق آسيا مثل الصين واليابان والفلبين وغيرها في تجربة تالية له بعد (يا حلوة شيلي اللثام عن الشفاه العسل). وجاء في المطلع: «لا توحشونا يا ربعنا لا توحشونا وإن نويتوا ومشيتوا بالمحبة اذكرونا حنا وانتم حبايب أصل واحد قرايب ع المحبة اجتمعنا قلب واحد والله جمعنا في الشدايد متكاتفين يد واحدة والله يعين». لو صوابي ويغني طلال مع الأمير بدر بن عبدالمحسن (لو صوابي)، امتدادا للإبداع غير المحدود بينهما، وهي واحدة إلى جانب المتميزات من المشتركات بينهما مثل (الهوى لو تمنى، الموعد الثاني، ألا يا خل ساعدني، من أربع ليال، العشق، الله يعلم، بعد روحي، بسكات، روحي هوى السودة، زل الطرب، سيدي قم، دروب العاشقين، عطني المحبة، عندك أمل، غربة وليل، فاتر اللحظ، قصت ضفايرها، قلت المطر، ما أطولك ليل) وغيرها.. ومن كلمات أغنية (لو صوابي): «لو صوابي في الهوى ضيع صوابي تساوت فرحتي ويا عذابي نصيبي من زمان الغي جرح ترك كل الضماير والتجا بي». وجاءت مواصلة طلال مع الشاعر محمد الفريح في هذا الألبوم عبر أغنية (ما جاني منك كلام)، من ألحان المتخفي محب نغم، وهذا العمل يأتي بعد عمل جمع الفريح مع هامة طلال في أغنية (فرح العمر)، و(مهتم)، أما العمل الجديد فمنه: «ما جاني منك كلام.. ياللي في صمتك ملام احكي تكلم وقول.. ليه العتب والخصام تشكي أو أشكي أنا.. من تعذيبك والعنا ودي أعيش الهنا .. يا معذبي في سلام لو باقي عندك حكي .. ناديني ولا تشتكي على جروحي أبا ارتكي.. جايز يجمعنا وئام». ظلام الليل وصدح طلال بأغنية من كلمات الشاعر الشيخ سلطان بن حمد بن سعود آل ثاني عنوانها (اسأل ظلام الليل)، التي يقول مطلعها: «اسأل ظلام الليل عني يقولك إني معه دايم إلى طلعة النور اساله قوله عن عشير وهب لك قلبه وما يملك من إحساس وشعور». وتأتي أغنية الشاعر فوزي فنتيانة (مصدر إلهامي) واحدة من جميلات الألبوم، ويقول مطلعها: «أقر أنا وأعترف وأبصم بإبهامي وأنا في كامل الوعي وأصدق أيامي إنك حياتي ودنيتي ومصدر إلهامي وإنك حروفي والشعر وأنغامي». أغنيات حجازية أما مع صديقه الشاعر سعود الشربتلي فيغني مداح له العديد من القصائد، وكان قد شكلا معا الكثير من علامات الغناء السعودي، وتحديدا الأغنية حجازية الطابع مثل (اعترف لك، أنا العاشق، جرح ثاني، خلصت القصة، على حبي، نهر الخلود، هدي) وغيرها. والجديد الذي سيظهر في هذا الألبوم، من تلك المجموعة التي لحنها وسجلها طلال في لندن بعد الكثير من الورش المشتركة بينهما التي أثمرت العديد من الأغنيات التي سيلتقي بها جمهور الأغنية وطلال مداح تباعا، الأولى بعنوان (كيد عذالك) ويقول مطلعها: «كيد عذالك حبيبي غيظهم وانت معاي اشرق في عمري بنورك طير وحلق في سماي ياللي سحرك في كلامك قول واسحرني انت أغلى الناس عندي مهما زادوا في الملام». والأخرى بعنوان (ريم الفلا) وتضمنت الأبيات: «شفت ريم الفلا تهت أنا بالحلا غصني كأنه المدلل قلبي والله انسرق بالهوى واحترق قد سباني المكحل آه ما أحلا الصدف ناعم الخد والكف له في قلبي محل تاه مني الكلام ودي أحكي الغرام بالنظر والجمل ياحسين الدلال والله إن الوصال غايتي والأمل». قام بإعداد واختيار اغنيات الألبوم بالتعاون مع فنون الجزيرة خالد ابومنذر وقام بتصميم الغلاف الفنان الشاب عبدالرحمن الوهيبي.