هادي عبد الله جعفري (63 عاما)، يعشق التصميم، ويطبق قواعد الهندسة بالفطرة منذ نعومة أظافره، وعندما انخرط في العسكرية، درج على تصميم المدرعات والدبابات والطائرات والآليات العسكرية بمختلف أنواعها. يقول هادي: عملت جنديا في القوات المسلحة في جدة، ورغم أنني لم أحصل على شهادة، إلا أني كنت أهوى التصميم وأنا في السادسة عشرة، وقبل ذلك كنت أصمم مجسمات السيارات القديمة، وطائرات (الداكوتا) من الطين أو الورق. ويستطرد في وصف هذه الهواية الفريدة: «بعد أن عملت في القطاع العسكري، لفت انتباهي بعض الآليات العسكرية كالدبابات والناقلات الكبيرة والطائرات، فصممتها حتى حازت على إعجاب زملائي ورؤسائي في العمل، ما شجعني على مواصلة العمل، حتى أوكلت لي مهمة تصميم مجسم لمشروع رماية، وأنجزت ذلك العمل؛ وهو عبارة عن ثكنات عسكرية وجبال، وصورت الواقع كما ينبغي بالطين». ولا ينسى هادي استفادته من أحد المهندسين المدنيين في وزارة الدفاع المهندس منصور الريس، الذي قدم له معلومات هندسية قيمة، ساهمت في تطوير موهبته على أسس علمية مدروسة، وإليه يرجع الفضل في كثير من القواعد الهندسية التي تعلمها، إضافة لتشجيع ابن عمه حسن هادي منذ الصغر، حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن. ويضيف: بعد تقاعدي ما زلت أمارس هوايتي المفضلة، حتى طلبت مني وزارة الدفاع أخيرا، تنفيذ مجسمات أخرى لآليات حربية جديدة، وبالفعل شرعت في تنفيذها وتجهيزها. عن هذا العشق، يقول إنه جاء نتيجة لما يملكه الوطن من معدات وآليات متقدمة هي محل فخر واعتزاز للجميع، مشيرا إلى أنه صمّم في الآونة الأخيرة نماذج حربية عدة؛ تقديرا للجنود البواسل الذين يدافعون عن أرض الوطن في الحدود الجنوبية مع اليمن، وما حققوه من انتصارات. وتابع في سياق ذلك: حينما أصبحت متقاعدا، ساهمت بتلك الأعمال حتى أشعر بأنني قدمت شيئا لهذا الوطن، وتعبيرا عن انتمائي وولائي لهذا الكيان الذي أسسه الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-. أما أكثر المجسمات التي يعتز بتصميمها، فيشير إلى تنفيذه تصميما للحرم المكي الشريف كان قد أهداه للأمير عبد المجيد بن عبد العزيز -رحمه الله - أمير منطقة مكةالمكرمة سابقا، وآخر لاستاد الملك فهد في الرياض وبرج الفيصلية وغيرها، ولكن يبقى لمجسم الحرم المكي الشريف مكانة خاصة في نفسه. ويستغرب هادي من بعض الشباب الذين يعانون من الفراغ، مطالبا إياهم باستغلال الوقت في هوايات مفيدة، مؤكدا أن في داخل كل إنسان موهبة يمكن من خلالها إبراز إبداعاته.