مقالي هذا الأسبوع أخص به الزميل الصديق الصحافي الحبيب محمد عبد الواحد (ما غيره) الذي تعود معرفتي به يوم كنا نعمل في صحيفة «عكاظ» في عهد رئيس تحريرها الأستاذ عبد الله خياط. بلغ التفاهم والتكاتف مع عبد الله خياط حدا بعيدا لدرجة كانت فيه «عكاظ» في مقدمة الصحف المحلية. كنا شبانا نمتلئ حماسا ونشاطا (محمد عبد الواحد، علي عمر جابر، علي مدهش، عبد الله جفري «سكرتير التحرير»، عبد الله باجبير، محمد عمر العامودي، عبد الله الداري، عبد الله باهبري، وكاتب هذه السطور). وكان معظمنا متعاونا غير متفرغ. واستمرت صلتي بمحمد عبد الواحد منذ تلك السنين بين وصل وانقطاع ولم يكن يلذ لي إلا اللقاء به، والاستئناس بمجالسته والاستماع لتجاربه وخبراته. إن مناسبة الحديث عن محمد عبد الواحد السؤال الذي وجه إلي في مجلة «اليمامة» في عددها الأخير (6/3/1431ه) من بين الأسئلة (50X50) عن من هو الشخص الذي لا تمل مجالسته، فكانت إجابتي «محمد عبد الواحد لا غير.. رغم ثرثرته ومشاكساته، ورغم لسانه الذي يطال القاصي والداني». علمت بعد صدور المجلة أن الأستاذ علي عمر جابر اتصل به يخبره بإجابتي، ويحثه على الاهتمام بما ورد في الإجابة.. فما كان من عبد الواحد إلا أن يهاتفني في الصباح الباكر من اليوم الثاني معاتبا: «أنا يا أبو ياسر ثرثار؟.. أنا يا أبو ياسر لساني يطال القاصي والداني؟ لك مني الشكر، وجزاك الله خيرا. وأعلم أنني مع ذلك أحبك.. والله أحبك».. وحرصا مني على بقاء هذا الحب من كلينا، فإنني لا أرى غضاضة أن أؤكد لمحمد عبد الواحد أن عبارة «لسانه يطال القاصي والداني» إنما يطاله بروح الطرافة والمرح. أما ثرثرة محمد عبد الواحد فتتجلى عندما يأخذ بناصية الحديث الذي يكاد لا يتوقف وأنت لا تملك إلا أن تنصت لتستمتع بحكاياته وقفشاته، ولا تجدك في حاجة إلى أن تتكلم، فأنت مأخوذ بضحكاته ونكاته وعذوبة تعليقاته التي تذيب الملل لو دب في أوصالك من حديثه المتواصل. إذن.. فلم أقل إلا حقا حين أجبت أنني لا أمل مجالسته. وفوق ذلك ليس ثمة فرق كبير بين حديثه من جهة، وكتاباته الصحافية من جهة أخرى، فهو يتميز في كتاباته بالأسلوب الرشيق، والعبارة الأنيقة، وهو يحلق في آفاق الفكر، ويدندن في هموم الناس. أعرف الكثير ممن يحبون محمد عبد الواحد، ويحرصون على أن لا يصطدموا معه.. فما أسرعه في «زعله» وما أسرعه في رضاه. وحتى نلتقي يا عبد الواحد على خير.. لك الود والمحبة، فلا ثرثرة في اللقاء، ولا قاصي تطاله، ولا داني تناله. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة