محمد الرطيان - المدينة السعودية أحبك كما يحب الموظف الفاسد المناقصات الجديدة ، وأتلهف عليك كما تأخذه اللهفة للمشاريع القادمة . أفكر أن أقول : أنت ِ « أكسجين « حياتي .. ولكن .. حتى الأكسجين – في هذه الأنحاء – يشعر بالاختناق أحياناً ! أحبك محبة سكان المدن الكبرى ل « تيوب لستك « عندما تمطر فجأة.. كأنك أنت قارب نجاتي. أحبك كما يحب « الدباغ« مشاريع «باوربوينت«. أحبك محبة الأطفال الفقراء ل « بطانية « عندما تهب رياح الشمال .. و « بردها شيني « . أحبك كثيراً كثيراً : أكثر مما يردد أستاذنا الغذامي كلمة « نسق « ، وأكثر من تصريحات صديقنا عبده خال بعد حصوله على البوكر ، وأكثر من ثرثرة اليمين واليسار عن الاختلاط وإرضاع الكبير . أحبك بشكل فوضوي .. لا يحتاج إلى «خطط« ولهذا سيفوز حبنا بكأس العالم . وسأحافظ على حبك وأصونه كما تحافظ وزارة الصحة على عبارة «لا يوجد سرير« . سأغني لك يا حبيبتي أغنية لفيروز : شايفه البحر شو كبير ؟.. كبر البحر بحبك . شايفه عدد العاطلات اللواتي ينتظرن التعيين؟.. كثر العاطلات أحبك . شايفه عدد المقالات التي كتبت عن مطار الملك عبدالعزيز ، وقطار المشاعر ، وكارثة جدة ، وانقطاعات الكهرباء ، ونظام « ساهر « ، وأنفلونزا الخنازير ، وحمى الضنك ، و.. الفساد ... كثر المقالات أحبك .. لا .. أكثر .. كثر الفساد أحبك . وحبي لك ليس مشروعاً مؤجلاً لا يعرف أحد أسباب تأجيله الحقيقية .. حبي لك ليس وهمياً مثل بعض المشاريع الكبرى.. حبي لك ثابت ثبات فقر أهل « الصنادق «والمناطق العشوائية . وحتى وأنت ِ بجانبي : أتلهف لك لهفة شاب عاطل يبحث عن وظيفة خرافية ، وأتمسك بك مثلما يفعل بملفه الأخضر . أحبك رغم مواعيدك التي تشبه وعود وزارة التربية للمعلمين والمعلمات ، وأخاف أن ( تنقطع) علاقتنا و( تنفصل ) مثل فصل هاتفي النقال .. رغم كل الفواتير التي أسددها ورغم كل فواتير العشق التي سددتها لك . أرجوك .. أرجوك .. لا تخذلي قلبي .. لا تجعليني كأنني «مواطن« بائس يحلم بالتغيير وأنت ِ كأنك «الشورى« . علاقتي بك تشبه ما قاله حبيبنا « بدر بن عبدالمحسن « : ( أنا اللي أكرهك وأحبك / شعوري صعب تفسيره) وتظلين في نظري : امرأة استثنائية .. بالضبط كأنك بلادي !