تجاوز مساعد الجسار (54 عاما) مشكلته مع الإعاقة ببث الأمل والسرور بين أفراد أسرته، وتجاوز كذلك مشكلته مع قيادة السيارة المخصصة للمعاقين، بعد أن ظل لفترة طويلة يعاني من صعوبة في تحديد موقع دواسة البنزين والتفريق بينها وبين دواسة الفرامل، وتمكن من إدخال تعديلات على جهاز القيادة تتلخص في توليف فاصل بين الدواستين يمكن من خلاله التحكم بالقيادة بطريقة آمنة. يقول «كان الجهاز يشكل خطورة كبيرة علي وتسبب لي في حادث أكثر من مرة، لأني عندما أضغط على الفرامل يتصادف كثيرا أن أضغط على البنزين في وقت واحد، وبعد تفكير توصلت إلى فكرة جيدة فذهبت إلى المخرطة ووضعت فاصلا، يمكن من خلاله الضغط على الفرامل على حدة، والبنزين على حدة»، ويشير إلى أن الجهاز بكامله يمكن استبعاده إذا استدعى الأمر أو عندما يرغب شخص غير معاق في قيادة السيارة. ويصف الجسار حالته بعد استخدام الجهاز بقوله «الجهاز وفر لي الأمان المروري والنفسي، واليوم بحمد الله أقود السيارة وأسافر إلى الرياض ومكة والمدينة والكويت، وأقطع هذه المسافات واثقا من نفسي، وأعيش حياتي مثل الآخرين». وكان الجسار تعرض لحادث مروري قبل 28 عاما عندما كان في إحدى دول الخليج موفدا للعمل في حقل التعليم. كان راكبا مع أحد زملائه في طريق عودتهما إلى المملكة واصطدمت سيارتهما بجمل سائب، ووقع الجمل على جسمه وتعرض لإصابات بليغة، ونقل إلى المستشفى في غيبوبة تامة، بعدها نقل بطائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض، وهناك تلقى العلاج اللازم، لكنه أصبح ملازما للكرسي المتحرك منذ ذلك الوقت. أحيل بعد الحادث إلى التقاعد، بسبب العجز عن العمل بعد أن قضى نحو 12 عاما في خدمة التعليم. ويعود الجسار مستذكرا حادثا وقع له أثناء سفره مع عائلته إلى أبها، ولكنه حادث غير مروري هذه المرة، يقول «تعثرت وسقطت من الكرسي المتحرك وأثناء السقوط حاولت أن لا أرتمي على وجهي فسقطت على ظهري، ولكن ثقل جسمي تسبب في كسر عظمة الفخذين»، ويضيف «نقلت إلى مستشفى في أبها لتلقي العلاج، ولما رغبت في الانتقال للرياض لم أوفق لعدم وجود مكان، ولما علم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير آنذاك، تدخل مشكورا ووجه بنقلي إلى الرياض وهناك وضع الأطباء الجبس على الفخذين، ولكني بقيت فترة طويلة دون تحسن، وعندما خرجت من المستشفى تعاملت مع الطب الشعبي واستبدلت الجبس بالجبيرة ومعها تحسنت الكسور وعاد الفخذان إلى وضعهما الطبيعي».