سلمت دار الحماية الاجتماعية في الدمام أمس، طليقة النسب فاطمة إلى زوجها منصور التيماني بحضور شرطة المنطقة الشرقية بعد فراق دام قرابة 4 سنوات. وأوضحت ل«عكاظ» مديرة مكتب الرعاية الاجتماعية في الدمام لطيفة التميمي، أنه «بناء على برقية عاجلة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، وجهها إلى فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة وإلى الشرطة بضرورة الإسراع بتسليم الزوجة فاطمة لزوجها منصور، وبناء عليه، تم الانتهاء من كافة الإجراءات المطلوبة للتسليم بحضور مندوبين من شرطة المنطقة الشرقية في الساعة السابعة من مساء أمس الأول». وأشارت التميمي، إلى أن فاطمة ومنصور لم يحددا الوجهة التي سوف يقصدانها، مؤكدة أن فاطمة كانت طوال إقامتها في الدار مثالا للخلق الفاضل ولم نلحظ عليها «غير كل خير»، وتمنت التميمي لفاطمة وزوجها التوفيق في حياتهما الأسرية وأن يعيشاها في أمن واستقرار. تسليم سليمان وشملت عملية التسليم الابن سليمان الذي كان برفقة والدته في دار الحماية، ليلتئم شمل الأسرة بلقاء الزوجين فاطمة ومنصور وابنيهما سليمان (4 سنوات) ونهى (6 سنوات) التي كانت برفقة والدها. ووقفت «عكاظ» البارحة الأولى على تفاصيل اللقاء الذي بدأ حين أبلغت المشرفة على دار الحماية طرفة بنت إبراهيم المسلم فاطمة بقرار تنفيذ الحكم وتسليمها لزوجها قرابة الساعة السادسة والنصف مساء أمس الأول، واتصلت فاطمة بزوجها منصور وأبلغته بتنفيذ القرار، ليعمد منصور إلى تجهيز ابنتهما نهى للتوجه إلى مقر دار الحماية، وكان ذلك نفس ما بادرت به فاطمة داخل دار الحماية، حيث جهزت ابنهما سليمان للقاء والده وشقيقته، بعد غياب استمر سنوات، وتوجه منصور إلى دار الحماية في الدمام حيث التقى زوجته وابنه وسط مشاعر امتزجت بين الحزن والفرح والدموع تخللتها لحظات صمت، ثم اصطحب منصور زوجته وابنيه متوجهين إلى مكان رغب منصور ألا يكون معلوما لأحد. مستعدون للصلح وعبرل «عكاظ» منصور وفاطمة، عن سعادتهما البالغة بجمع شملهما وأبنائهما وتنفيذ قرار المحكمة العليا والجمع بينهما وبين ابنيهما سليمان ونهى، وقدما الشكر لكل من ساهم في رفع الظلم الذي لحق بهما وخصا به خادم الحرمين الشريفين، مؤكدين أنهما سيتفرغان لتربية ابنيهما وتعويضهما سنين البعد والتفريق التي عانيا منها، مؤكدين أنهما لا ينويان رفع دعاوى تعويض أو معاقبة ضد كل من تسبب في هذه المعاناة «فوضنا أمرنا لله، ومستعدون لأي رغبة صلح، ونحن طالبا خير ولسنا طالبي شر». النهاية السعيدة يذكر أن محكمة الجوف أصدرت منذ قرابة أربع سنوات حكما بالتفريق بين منصور وفاطمة بعد أن رفع الأخ غير الشقيق لفاطمة، دعوى ضد منصور يتهمه فيها بأنه غير مكافئ لأسرته بالنسب، ما أدى إلى صدور حكم التفريق بينها، ليبدأ كل من منصور وفاطمة رحلة رفض الحكم التي شهدت فصول عذابها كل من الجوف والقصيم وجدةوالرياضوالدمام، ورفضت فاطمة آنذاك البقاء مع أسرتها لتقضي في السجن فترة وبرفقتها ابناها نهى وسليمان، أحيلت بعدها إلى دار الحماية الاجتماعية في الدمام مع ابنها سليمان الذي كان رضيعا بعد تدخل هيئة حقوق الإنسان السعودية التي وكلت محاميا لمتابعة القضية ونقض الحكم لدى المحكمة العليا في الرياض، والتي أصدرت منذ أسبوعين قرارها بالجمع بين منصور وفاطمة ونقضت حكم محكمة الجوف، لتكتب النهاية السعيدة للأسرة التي اجتمع شملها من جديد في الدمام البارحة الأولى.