.. وأخيرا، أسدل الستار على أشهر قضية تفريق نسب في السعودية، بطلاها منصور التيماني وفاطمة العزاز، بعد أربع سنوات من الفراق، حيث تسلم منصور بسرية تامة أمس زوجته من دار الحماية الاجتماعية وانطلق بها وبطفليه إلى مكان غير معروف. ويأتي ذلك بعد صدور حكم محكمة الاستئناف بالرياض ببطلان الحكم السابق الصادر (نهاية يناير الماضي) من محكمة الجوف والمصادق عليه من محكمة التمييز والقاضي بتفريق الزوجين. وتسلم منصور التيماني أمس زوجته بعد المغرب وسط وجود أمني مشدد، حيث توجهت سيارة دورية، وفيها منصور التيماني مع لجنة مكونة من إمارة المنطقة الشرقية، ودخلت دار الحماية الاجتماعية بالدمام، وتم استلام فاطمة العزاز، وخرجت الدورية وانطلقا من خلالها سويا. منصور: فرحتي لا توصف من ناحيته، أوضح منصور التيماني في حديث خاص ل “شمس” أمس أنه “بتوجيهات من إمارة المنطقة الشرقية لن أستطيع التصريح بأي معلومات عن حيثيات ما حدث، فهناك بيان سيصدر غدا يفصل كل الأمور من قبل إمارة المنطقة”. وأضاف منصور: “فرحتي لا توصف بعد عناء السنين الماضية، وتعب التشتيت وتفريق العائلة، والحمد لله على كل حال، فزوجتي وأطفالي أمامي، والشكر لله، ثم لكل من وقف معي في هذه القضية لأسترد حقي المسلوب”. (الاجتماعية): سلمناها زوجها ومن جهته، أوضح سعيد الغامدي مدير الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية ل “شمس” أن “فاطمة العزاز كانت مستضافة في الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، وصدر بحقها حكم يبطل حكم التفريق الصادر سابقا، وصدرت لنا أوامر من الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية بتسليم المرأة لزوجها، وهي الآن تحت رعايته، ونحمد لله على ذلك”. تفاصيل التسليم وأوضحت لطيفة التميمي مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي النسوي في الشرقية أن برقية عاجلة وصلت من أمير المنطقة الشرقية عند الرابعة والنصف عصر أمس إلى مدير الشؤون الاجتماعية بالمنطقة، ومدير الشرطة، تقضي بتسليم فاطمة العزاز إلى زوجها منصور التيماني، بعد قرار المحكمة العليا بنقض حكم التفريق الذي دام أربع سنوات. وقالت التميمي ل “شمس”: “إن الساعة السابعة مساء شهدت التئام شمل الأسرة بعد قطيعة التفريق، وأنهت بذلك فاطمة فترة إقامتها في دار الرعاية الاجتماعية مع ابنها سليمان (أربع سنوات)”. تعويض القطيعة وتضيف: “حادثتها بعد الخروج من الدار، وكانت الفرحة لا تسعها، حيث عقدت العزم على تعويض سنوات القطيعة بالتواصل مع أهلها وإعادة المياه إلى مجاريها، خصوصا مع والدتها، وأن تحسن العلاقة المبتورة مع أفراد الأسرة بعد خصام السنين الماضية”. وأشارت التميمي إلى أن سرعة الإجراءات وتنفيذ القرار وإلزامية التسليم الفوري الذي جاء مفاجئا لهم في الدار، لا سيما بعد انتهاء الدوام الرسمي، لم يكن سانحا لإقامة حفل وداع لفاطمة، إلا أنها وعدت بزيارة قريبة للدار سيرتب لها لاحقا، وستقام لها احتفالية تعبيرا عن الفرحة بعودتها إلى أسرتها”. توتر وقلق ولفتت لطيفة إلى أن “فاطمة في الأيام الأخيرة كانت شديدة التوتر، وكانت حريصة على أن يتم تنفيذ قرار المحكمة من دون ضجة إعلامية، ومن دون أي مواجهات مع الإعلام، مع وعد منها للإعلام بتخصيص يوم للحديث عن تجربتها، نافية في الوقت ذاته وجود أي تخوف من قبل الأسرة من جراء هذا التكتم”. ومبينة أن القرار نافذ من جهة عليا وغير قابل للخوض فيه من أي فرد”. “شمس” حاولت الاتصال بالزوجة، إلا أنها لم تتجاوب مع الاتصالات المتتالية، بيد أن الطفلة نهى أبت إلا أن تُسمع “شمس” برَدها على هاتف والدتها فاطمة خلسة، بعض ضحكات الأسرة وأحاديثهم التي كانت تغمرها السعادة. فرح هيستيري بدورها وصفت لطيفة التميمي على لسان المشرفة المناوبة التي واكبت خروج فاطمة من الدار، وهي التي قامت بإخبارها بقرار التسليم، اللحظات الأخيرة التي كانت حافلة بالترقب الممزوج بالفرح الهيستيري، حيث جهزت فاطمة على أثر ذلك أغراضها وحاجياتها استعدادا لإنهاء أهم قضية شغلت الرأي العام المحلي ووضع حدا لفصولها الحزينة، وتقول المشرفة: “لم تتمالك فاطمة نفسها من الفرحة بمجرد إعلامها بخبر التسليم، إلا أن هذه الفرحة اختلط معها التوجس والترقب، خشية أن يحدث طارئ يعكر صفو هذه الفرحة”.