بعد مرور 48 ساعة على تداعيات قرار إيقاف خدمة استقبال المكالمات الدولية مجانا أثناء التجوال الدولي للهواتف المتنقلة، أوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات موقفها، موضحة أن «الشركات الثلاث المشغلة للهاتف المتنقل قدمت الخدمة دون الحصول على موافقة من الهيئة». وقالت الهيئة (في بيان حصلت «عكاظ» على نسخة منه): «إنها أبلغت الشركات قبل فترة زمنية كافية بعدم موافقتها على قرار الشبكة الواحدة والعروض المشابهة في خدمات الاتصالات المتنقلة، وأنها تدرس الأمر من كافة جوانبه، آخذه في الاعتبار المصلحة العامة ومصلحة المشتركين». وذكر بيان الهيئة أن قرار إيقاف استقبال المكالمات المجانية أثناء التجوال الدولي «صدر في نهاية شهر محرم من العام الماضي بعد الانتهاء من الدراسة الشاملة الذي تناول جميع الأبعاد والجوانب المتعلقة به، ومناقشته على مستوى مجلس الإدارة»، مؤكدة أنها، وحسب البيان، فإن الهيئة أبلغت الشركات بهذا القرار. وأفادت الهيئة أن عدم التزام الشركات بتنفيذ القرار «استلزم الدعوة في بداية الشهر الجاري لاجتماع ضم رؤساء الشركات، وتم الاتفاق فيه على تنفيذه وغيره من القرارات التي تمس المشتركين بشكل مباشر». وعادت الهيئة لتؤكد أنها «لا تقف ضد مصلحة المشتركين، طالما أن ما تقدمه الشركات من عروض لا يتعارض مع أنظمة الهيئة، ولا يمس بالبيئة التنافسية العادلة، أو تطال تأثيراته جوانب أمنية واقتصادية، بما يخالف التوجه العام للدولة»، مفيدة أنها سبقت «أن وافقت على عدة عروض ترويجية تخفيضية قدمتها الشركات تصب جميعها في مصلحة المشترك».. مشيرة في هذا الشأن إلى أن من أهم مهماتها متابعة ومراقبة عمل الشركات وتنفيذ قرارتها، وهي بذلك «لا تتخذ قراراتها بمعزل عن نظرتها الشمولية الآخذة في الحسبان النواحي الاقتصادية والأمنية والتنظيمية والتوجه العام للدولة الساعي إلى نشر خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في مختلف أنحاء المملكة وحماية المنافسة بما ينعكس إيجابيا على المشتركين». تحفظ «موبايلي» وردا على موقف هيئة الاتصالات أكد ل «عكاظ» مصدر مسؤول في شركة اتحاد الاتصالات(موبايلي) «أن الشركة لا تزال متحفظة على قرار هيئة الاتصالات المتضمن إيقاف خدمة الاستقبال المجاني للمكالمات الدولية في التجوال». وأوضح المصدر، أن سبب التحفظ على قرار الهيئة الخدمة أن الشركة تعمل لمصلحة العميل والمشترك، مضيفا «نحن مع العميل دائما». وفي شأن متصل، علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة، أن الاجتماع الذي دار بين رؤساء الشركات الثلاث المشغلة لخدمة الهاتف النقال وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات اشترطت فيه الشركات لتنفيذ قرار بإيقاف خدمة الاستقبال المجاني للمكالمات الدولية في التجوال «تفعيل خدمة الربط البيني للمكالمات المرئية بينها، إضافة إلى تفعيل الربط البيني بين الشركات لخدمة الوسائط، وإضافة خدمة نقل الأرقام بين المشغلين الثلاثة». عندما أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن تحرير قطاع الاتصالات في المملكة وذلك بدخول شركة أخرى، رفع المشتركون أكف الدعاء حمدا لله على هذه الخطوة التي يعتبرها البعض تأخرت نوعا ما ولكن حدوث الشيء أفضل من عدم حدوثه، ولم يقف كرم وزارتنا الغالية هنا فقط بل تعداه إلى إتاحة الفرصة لدخول مشغل ثالث إلى السوق الاتصالاتي، وكان جل ما يفكر به المشتركون والمواطنون هي تلك الأحلام الوردية بأن المنافسة في هذا القطاع ستصب بلا شك في مصلحتهم وهو ما حدث بالفعل حيث بات المواطن يجد خدمات متعددة بأسعار لم يكن يحلم بها من قبل وكان لسان حال الجميع يقول شكرا لكم يا وزارتنا العزيزة أنتم فعلا أثبتم لنا أنكم مع المواطن قلبا وقالبا، وبعد مرور الوقت واحتدام المنافسة بدأنا نشهد عروضا من الشركات تقول للمشترك (آمر تدلل) ولعل العرض الجميل الذي قدمته الشركات مؤخرا هو عرض الاستقبال المجاني في حال التجوال وهو الذي كان في الماضي مدعاة إلى تشويه متعة الإجازات بعد القدوم من السفر وتلقي الصدمة بالفواتير الخرافية. بات المواطن في بحبوحة من العيش بعد عرض الاستقبال المجاني وهو يقول فعلا ما أجمل المنافسة وشكرا وزارتنا الغالية. ولكن يبدو أن الهيئة العزيزة لم يعجبها الحال حيث أصدرت قرارا غريبا ليس له أي تفسير سوى التضييق على المنافسة في هذا القطاع الحيوي. حيث قررت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلغاء استقبال المكالمات المجانية أثناء التجوال الدولي التي توفرها شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية، وقد تلقى رؤساء شركات الاتصالات السعودية الثلاث خطابا يلزمها بوقف استقبال الاتصالات المجانية أثناء التجوال الدولي، وذلك تطبيقا لقرار سابق أصدرته الهيئة قبل 13 شهرا. وجاء في خطاب الهيئة الموجه لشركات الاتصالات أن الشروط المرتبطة بتقديم الخدمة هي الالتزام بوضع مقابل مالي لا يقل عن 50 % من سعر الاتصال الدولي من المملكة لقاء استقبال اتصالات من المملكة يتحمله مستقبل المكالمة أثناء تجواله في الشبكات التابعة للشبكة الواحدة أو الشبكات المشمولة في العروض المشابهة، وأيضاً من متوسط سعر الاتصال الدولي الأساسي من المملكة وقت الذروة وخارجها يتحمله مستقبل المكالمة لقاء استقباله المكالمات الدولية أثناء تجواله في المملكة في الشبكات التابعة للشبكة الواحدة أو الشبكات المشمولة في العروض المشابهة. إضافة إلى الالتزام بإعلام المشتركين بأسعار استقبال تلك المكالمات وإيضاحها للمشتركين بالوسائل المناسبة، مع الالتزام بضوابط الهيئة التي قد تلحق وتستجد لذلك التنظيم. إذا كانت شركات الاتصالات هي من تتحمل تكلفة المكالمات الدولية بإعفائها من أي رسوم وإذا كانت شركات الاتصالات تسعى إلى إرضاء المشترك بعقد اتفاقيات معينة، وإذا كان كل هذا لم يمس أيا من قوانين الهيئة المعلنة على موقعها على الإنترنت.. لماذا سعيتم سعيا حثيثا لجعل فرحة العودة من السفر تدفعنا للشروع في حسابات لفواتير مكالماتنا؟ ألستم من سعى سعيا حثيثا لتحرير هذا القطاع ؟. قال لي أبي يوما ما عندما انتقدت شخصا يشتري للناس كل ما لذ وطاب بشكل مبالغ فيه فرد والدي العزيز بلهجته الحكيمة الهادئة (يا ولدي الرجال يدفع من جيبه وش عليك منه). كل ما نتمناه نحن معشر المشتركين المصدومين من هذا القرار هو التراجع عنه والاعتراف بالخطأ فضيلة أو على الأقل تقدير مشاعرنا وشرح السبب الفعلي المقنع جراء هذا القرار القاسي بحقنا، ودمتم لنا عونا ومعينا. م. سامي بن أحمد الباهوتي