دون ضجيج عاد منتدى جدة الاقتصادي.. ازدحمت الطرقات حول الحدث.. سرت الحياة في أروقة القاعات الباردة.. أكسجين المكان يختلط بالحديث عن الملايين.. إذن رجال الأعمال يتحدثون.. لا شيء لافت للنظر سوى بعض الوجوه الجديدة في الساحة الاقتصادية. اعتاد الصحافيون على أن يكون منتدى جدة الاقتصادي أكثر من مجرد مكان لتبادل الخبرات والحديث عن نظريات جديدة في الاقتصاد الممزوج ببعض من السياسة، وفي كل دورة من الحدث تعلن أسماء مهمة تجذب الأنظار وتصنع رؤية جديدة للمتابعين. يتفق المراقبون للحدث على أن حضور الحاكم الإداري لمنطقة منطقة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أكسب المنتدى وهجا وأعاد الروح إليه، وأتت تحيته لجدة وأهلها البارحة الأولى لتؤكد ما ذهب إليه المراقبون، واستحق أمير مكة أن يكون النجم الأول في الحدث. في أروقة المنتدى تتباين وجهات النظر بين الداعين إلى صناعة نجوم جدد وحضور شخصيات براقة أصلا، مع دخول رأي جديد يشكك في معايير تصنيف النجوم واختيارهم، ومطالبات بإعادة النظر في أسماء المتحدثين الذين وصفهم المنظمون بأنهم «قائمة مختارة». ووسط الجعجعة والطحن، يتسائل حاضرون عن القيمة المضافة إلى المنتدى من وراء وجود النجم، إذ يجزم متابعون أن حضور أسماء تمتلك خبرة عملية مهمة وأكاديمية في جامعات عريقة مثل مدير معهد أكسفورد لدراسات الطاقة في جامعة أكسفورد البروفيسور كريستوفر ألسوب هو المكسب الأهم لرجال الأعمال القادمين لتدوين خبرة جديدة في سجلاتهم العملية والمهنية. ويربط محللون بين وجود البروفيسور شون فونغ شي رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا ضمن المتحدثين، وتوجه المملكة إلى اقتصادات المعرفة، لطرح معايير جديدة في اختيار النجوم الجدد الذين تطاردهم العدسات والأسئلة بحثا عن الجديد والمفيد. وبالعودة إلى واقع الحال، فإن المكان يترقب حضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إثر تسريب خبر حضورها وصعودها إلى منصة المنتدى لمدة عشر دقائق لا أكثر، وتضارب الأنباء بشأن حضور أو غياب وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، بعد أن حضر في الموقع الإلكتروني للمنتدى بالصورة كمتحدث رئيس، بينما غاب من برنامج الجلسات. كلينتون والنعيمي سيشكلان بحسب المراقبين زخما للمنتدى في حال حضورهما، فالأولى وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، والثاني أهم وزير نفط في الكرة الأرضية، فإذا كانت هناك أزمة غياب النجم، كما يرى البعض، فإنهم قد يجدون في الشخصيتين ضالتهما المنشودة.