فيما يمتنع مدير مكتب العمل في محافظة عنيزة عن التعليق على أحوال إدارته، يعتمد موظفوه الروتين لإنجاز معاملات المراجعين، ما يصرف نظر الكثير منهم عن العودة مجددا إلى المكتب. وبالرغم من تقديم المكتب خدمات عديدة وهامة يحتاجها المواطنون، إلا أن آلية العمل لا تتناسب وكثافة المراجعين الذين يستقبلهم المكتب يوميا ولاسيما في مواسم الإجازات. يقول صالح السعود: أمتلك مزرعة وأحتاج إلى تأشيرتين لاستقدام عاملين للمزرعة ومنذ شهر وحتى الآن لم أستطع إنهاء المعاملة مع مكتب العمل الذي يستغرق موظفوه أوقاتا مبالغا فيها، بينما المعاملات غالبا لا تحتاج إلى أكثر من نصف ساعة في إدارات حكومية أخرى. وأضاف «شاهدت عددا من الموظفين وهم يتظاهرون أمام المراجعين بانشغالهم في إنجاز المعاملات، لكن في الواقع هناك بطء وترد في إنهاء المعاملات بالشكل المطلوب» آملا في تفاعل الموظفين مع معاملات المراجعين بشكل أكبر والحرص على إنجازها في وقتها دون تكديسها. عدم الحاجة أبو صالح حضر إلى مكتب العمل متكئا على عكازتين لاستخراج تأشيرة سائق لمزرعته، وبالرغم من حاجته الماسة إليه رفض -كما يقول- موظفو المكتب طلبه بحجة عدم الحاجة. وزاد «بعد رفض طلبي من قبل المكتب، سأذهب لأعرض حالي لمن يقدر هرمي وكبر سني فبعض موظفي مكتب العمل لا يحسنون التعامل مع كبار السن، ولديهم نظام وروتين يتمسكون به دون مراعاة لظروف المواطنين واحتياجاتهم». أحمد نجل ابو صالح يقول: لقد أضاعوا معاملة والدي وأرادوا التخلص منه بقولهم إن مزرعتك لا تحتاج لسائق، إنها معاملة صعبة. مزاجية وتشكيك ويقول صاحب مؤسسة (فضل عدم ذكر اسمه خوفا من تعطيل معاملاته): أراجع المكتب منذ عدة أسابيع لاستخراج عشر تأشيرات عمل، وبعد مماطلة وتسويف خفضوا عددها إلى خمس تأشيرات، وليس هذا ما يزعجني لكن موظفي المكتب لا يدركون حجم العمل ويتعاملون مع المراجعين بمزاجية ويشككون في مصداقيتنا. معاملة مفقودة واشتكى مساعد السعيد (معقب لإحدى المؤسسات) مما وصفه بالفوضى والعشوائية التي تغلب على المكتب والمزاجية في التعامل من قبل بعض الموظفين وتعاليهم على المراجعين. وأضاف «بعض الموظفين لا توجد لديهم أدنى مسؤولية عن متاعب الآخرين، فيسهل عليهم إخبار المراجع بفقدان معاملته» مطالبا الموظفين بالتعامل الراقي مع المراجعين. تخفيض التأشيرات وذكر خالد السند أنه افتتح فرعا آخر لمحله التجاري المتخصص في بيع الملابس النسائية وعندما تقدم للحصول على تأشيرتين لاستقدام عاملين، دخل - بحسب قوله - في دوامة المماطلات والتأجيل والتسويف من قبل موظفي المكتب، وبعد طول انتظار حصل على تأشيرة واحدة من بلد لا يحبذه. واستغرب من المماطلات التي يقوم بها الموظفون مع المراجعين ما يجعل المعاملات تتكدس ولا يتم إنجازها في وقتها. امتناع عن التصاريح من جانبه، امتنع مدير مكتب العمل في عنيزة عبدالله بن عبدالرحمن السماعيل عن التعليق على شكاوى ومطالب المراجعين بحجة عدم امتلاكه صلاحية التصريح، كما تحفظ مسؤولو المكتب عن الإدلاء بأية معلومات كون ذلك خارج صلاحياتهم.