رغم كل احترامي وتقديري ومحبتي وامتناني للأمير فيصل بن تركي، إلا أنني ما زلت أرى أن جماهير النصر، هي من أقامت حفل اعتزال أسطورة كرة القدم (ماجد عبد الله)، وأن دور الأمير فيصل بن تركي، اقتصر على تتويج هذه الجهود وبلورتها في حفل كروي تاريخي، وهو دور لن تنساه جماهير الشمس لكحيلان، وسوف تظل ممتنة له طويلا، لكنها الحقيقة: الجمهور النصراوي ومعه آلاف مؤلفة من جماهير الكرة السعودية عموما، هم من رفضوا أن تمر حياة نجم بهذا الحجم وهذا العطاء دون حفل لائق، وهم من أبقوا هدير الرغبات مؤججا، سنين طوال دون يأس أو ملل، ودون التفات كبير لأعذار من أي نوع، أو مبررات من أية جهة، وفي كل يوم يتأخر فيه حفل الاعتزال الماجدي، كانت جماهير الشمس تزيد حناجرها هتافا، وتضيف إلى محابرها محابرا، وتعلي من أسعار اللافتات الحاملة للرقم الأشبه بغيمة، وخيط من المطر لا ينقطع، أو الأشبه برقبة ورأس متأهبة لقذف الكرة في الشباك، الرقم المرعب (9)، وتملأ الفضائيات التلفزيونية، بمكالمات هاتفية من كل مكان وفي كل الأوقات، مؤكدة أنه لن يهدأ لها بال، قبل تكريم ماجد عبدالله، وفي النهاية تحقق لهذه الجماهير ما تريد، وكسب كحيلان، كل هذا المديح المستحق، والشكر الواجب، لكن وفي خضم كل هذا البحث الجاد والصبور، لتكريم السحابة رقم (9)، كان من الطبيعي، أن تؤجل الجماهير النصراوية، رغباتها الأكيدة، في تكريم، نجمها الكبير (فهد الهريفي)، أفضل عازف كروي سعودي، على مر الأيام، غير أنه من المحزن، والمؤسف، أن ما كان (مؤجلا) إلى حين اعتزال ماجد، صار (منسيا) بعد اعتزاله، والسؤال: كيف استراحت جماهير بهذا الوفاء وهذا العطاء وهذا الصبر وهذه القدرة على البذل، وهذا الاكتساح في التصويت وهذه المناصرة، إلى أن تكون نهاية نجم بحجم فهد الهريفي، موهبة وعطاء، فتنة، ونتائج ذهبية، بهذا الخفوت، والذبول؟!، وهل يمكن فعلا نسيان فهد الهريفي، أوتجاهله؟!، كيف، واللقب الذي يحمله النصر، منذ زمن ويسمي نفسه باسمه، أعني (العالمي)، لم يتحقق إلا بهدف الهريفي الشهير، هل كان يمكن ل(العالمي) أن يكون (عالميا)، لولا تلك اللحظة البارقة، التي انطلق بعدها الهريفي، رافعا يديه، ملوحا بالتحية، لجماهير الشمس، من أرض الغربة، منتظرا رد التحية، في أرض الوطن؟!، أتساءل صادقا، جادا : لماذا لا تشتعل المنتديات النصراوية، منادية برغبتها في إقامة حفل اعتزال طبيعي، لنجم لم يكن طبيعيا أبدا؟!، لماذا لا تتبنى مطبوعة، أو حتى كاتبا رياضيا واحدا، مثل هذا الأمر، بجدية، وحزم؟!، لماذا تتجاهل فضائيات كثيرة، تبحث عن موضوعات لبرامجها، هذا الموضوع، على أهميته، وأحقيته بالبحث، والتناول؟!، تساؤلات كثيرة، هي في حقيقتها : دعوة، لجماهير الشمس، كي تثبت أن أشعتها، قادرة على ملء حياة نجومها، بدفء الامتنان، وهل في نجومها، من هو أكثر أحقية من فهد الهريفي، بتكريم لائق؟!