دعا سكان حي أم الخير (شرقي جدة) إلى محاسبة الشركة المطورة للحي التي أعدت دراسة وافقت عليها أمانة جدة قبل خمسة أعوام، أكدت بأن الحي في مأمن عن مخاطر الأمطار والسيول، ورأى الأهالي أن الأمانة والجهة المطورة لم تنقل الصورة الحقيقية عن وضع الحي. يأتي ذلك عقب توصية ورشة عمل تطوير شرقي جدة التي اختتمت أعمالها مطلع الأسبوع الحالي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، والتي أوصت بإزالة الحي كاملا كونه يقع في منطقة معرضة للسيول الجارفة، إذ عجز أعضاء الورشة عن إيجاد حل علمي يضمن حماية الحي من الأمطار والسيول. وألتقت «عكاظ» البارحة بعدد من أهالي الحي، مؤكدين رفضهم لتوصية إزالة حيهم وتعويضهم في موقع آخر، إذ رأوا حلولا لهذه المشكلة أقل تكلفة على الدولة -على حد قولهم- وأسرع تنفيذا، تضمن لهم البقاء في منازلهم بأمان. ولفتوا إلى أن الأمانة كان بإمكانها إيقاف البناء في الحي قبل إنشاء المباني السكنية داخل الحي عندما غمرت مياه الأمطار والسيول عام 1426ه أجزاء من الحي، إلا أن الأمانة -على حد تعبيرهم- لم تعر هذا الأمر اهتمامها، مبدين استغرابهم من توصية الورشة بإزالة الحي دون الأخذ في الاعتبار الجوانب الإنسانية والاجتماعية، بخلاف إهمال أعضاء اللجنة لجوانب علمية من المحتمل أن تساهم في إيجاد حل بدلا من توصية الإزالة. وأشار كل من محمد الجعيد، عبدالرحمن الحربي، خالد إسلام، وحسين الأهدل، إلى حلول علمية من الممكن الأخذ بها لحل مشكلة الحي، تتضمن إزالة القناة الحالية الممتدة من الشرق إلى الغرب على امتداد الحي، والواقعة تحت الشارع الشمالي من الحي واستبدالها بمجرى للسيل ذي عرض أكبر وتوصيله بمجرى السيل الذي يبدأ من غربي الحي ويصب في البحر. واقترحوا إزالة السد المتسبب -حسب حديثهم- في تجمع مياه الأمطار المحلية التي لم تجد لها منفذا بسبب وجود السد الذي أنشئ قبل 40 عاما؛ لحماية مطار جدة القديم من مياه السيول، إذ انتهى غرض وجوده حاليا، بالإضافة إلى إغلاق الفتحات المخصصة لتصريف المياه لأن صيانتها أهملت من قبل الأمانة، مؤكدين أن الحي لم تجتحه السيول الجارفة -كما يعتقد أعضاء الورشة- بل ارتفاع منسوب المياه المتجمعة هي المشكلة، مستدلين بعدم مكوث المياه طويلا بعد تدخلهم وبجهودهم الخاصة لتنظيف الفتحات المخصصة لتصريف المياه. وطالبوا بتقوية وزيادة العقم الواقع شرقي الحي الذي أنشئ لتجميع المياه وتوجيهها للقناة أو الأنبوب الموجود حاليا، مطالبين باستبدالها بمجرى كبير ومفتوح. واعتبر الأهالي في حديثهم ل «عكاظ» أن أعضاء ورشة العمل لم يكلفوا أنفسهم الوقوف على الحي، لمعرفة ما إذا كانت هناك حلول فعلية أم لا، مكتفين بالمصورات الجوية وصور الأقمار الصناعية، التي قد لا تفي في اتخاذ قرار كهذا يتعلق بمصير نحو مائة أسرة. وكانت ورشة عمل تطوير جدة أوصت بإزالة حي أم الخير الواقع شرقي جدة إلى جوار أبرغ الرغامة؛ كونه يقع ضمن مجاري السيول، كما رأت الورشة أن الدراسة التي أعدتها الشركة المطورة للحي كانت تحتوي على العديد من الملاحظات، الواجب إعادة النظر فيها، رغم أن أمانة جدة وافقت عليها واعتمدت الحي رسميا.