أكد ل«عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة جدة أن قرار إزالة حي أم الخير لا يزال توصية تنظر من المقام السامى. وأشار المصدر إلى أن إزالة الحي كانت ضمن توصيات ورشة عمل تطوير الأحياء الواقعة شرقي محافظة جدة، كونها تقع في مجاري السيول، الأمر الذي سيعرض السكان للخطر، وذلك سعيا لإيجاد حلول جذرية لمشاكل الأحياء الواقعة شرق الخط السريع. وقال المصدر نفسه إن التوصيات بصدد رفعها للمقام السامي إما للموافقة عليها أو التوجيه بما يناسب وضع الأحياء القائمة حالية، موضحا أنه في حال إزالة الحي سيترتب على ذلك عمليات تعويض ونزع للملكيات، بالإضافة إلى ما تخلفه عمليات الإزالة من جوانب إنسانية واجتماعية. وتسببت التوصية، التي أقرتها ورشة عمل تطوير شرق جدة أخيرا بإزالة حي أم الخير، في أزمة بين سكانه وأهالي حي النخيل المتجاورين، إذ يفصل بينهما سد خرساني بعرض عشرة أمتار وطول يتجاوز الكيلو والنصف. وأبدى أهالي حي النخيل استغرابهم من مطالبة جيرانهم بإزالة السد، نافين ادعاءات أهالي أم الخير في أن السد يقف وراء إغراق حيهم بمياه الأمطار والسيول. وأبدى عوض المالكي، سعد الدهيسي، عمر أبو الخير، عبدالله تركستاني، وشكري صعيدي (من سكان حي النخيل) الواقع غربي السد، تعاطفهم مع جيرانهم في حي أم الخير، لكنهم استغربوا في المقابل مطالبتهم في إزالة السد «لأن ذلك سيسبب أضرارا كبيرة على الأحياء الواقعة غربي السد». وقالوا: إن السد ساهم في حماية الأحياء الخلفية وقت هطول الأمطار، كما كان عاملا مساعدا في حفظ الأرواح والممتلكات، مؤكدين أن وجوده خفف الأضرار الكبيرة التي لحقت بأحياء قويزة والمجاورة له، حيث حفظ كميات المياه الهائلة وساهم في تصريفها عبر مجرى السيل بطريقة هادئة حفظت ممتلكات المواطنين. وأشاروا إلى أنه في الوقت الذي ينادي الأخصائيون والجيولوجيون بإقامة السدود على جميع الأودية المتجهة إلى جدة، نجد سكان حي أم الخير وهم يريدون إزالة السد، مؤكدين أنه أنشئ قبل 40 عاما لحماية مطار جدة القديم من مياه الأمطار والسيول، والحاجة إليه حاليا قائمة لوجود أحياء مأهولة إذ يشكل مصدر حماية لها. وبينوا أن حي أم الخير أنشئ قبل خمس سنوات فقط في حوض السد الذي أنشئ قبل 40 عاما، معبرين عن أن أهالي أم الخير تعرضوا لعمليات غش وغبن لشرائهم أراضي سكنية في حوض السد. وحذر أهالي حي النخيل من إزالة السد، «لما لذلك من آثار مدمرة على الأحياء التي تأتي وراءه، والتي سيزيد حجمها عن ما حصل لأحياء قويزة والصواعد». من جهتهم طالب أهالي حي أم الخير بمحاسبة الشركة المطورة لحيهم، والتي أعدت دراسة وافقت عليها أمانة جدة قبل خمس سنوات وتقضي (أي الدراسة)، بأن حيهم في مأمن عن مخاطر السيول. واتهم أهالي الحي أمانة جدة والجهة المطورة بتغريرهم والتدليس عليهم، مقترحين إزالة السد «لتسببه في تجميع مياه الأمطار المحلية والتي لم تجد منفذا بسببه»، مشيرين إلى أنه لم يعد لوجوده أي غرض يؤديه. وأوصت ورشة عمل تطوير شرق جدة بإزالة حي أم الخير بالكامل، ل