كان دائما ما يعبث بتلك اللعبة البلاستيكية التي تسمى «كاميرا»، ولا يعلم أن تلك اللعبة ستصبح موهبة له يختلف بها عن بقية البشر، ويصبح يمسك في يديه كاميرا حقيقة، تجعله متميزا، فضل ألا يكشف عنها إلا في وقت آخر، لكي يكون في أوج موهبته الفنية، وفعلا مع بداية دخوله الصف السادس الابتدائي بدأ في الكشف عن إبداعاته في فن صورة بألف كلمة، ليبهر الجميع ويجعلهم يقفون إعجابا وتقديرا لإعماله، ولم يلبث أن أطلق البعض على موهبته بأنها حاسة سادسة أكرمه الله بها عن غيره من قرنائه، ضيفنا لم يشارك بأية معارض سواء داخلية أو خارجية، لأنه يريد أن يقوم بعرضها عما قريب فيقول: «لم أشارك في معارض داخل أو خارج المملكة، وما زلت محتفظا بأعمالي حتى الآن، وأحبذ عرضها عما قريب في معرض خاص». ذلك هو الشاب حمدي كمال الصعيدي 14عاما، الذي مازال في الصف الثاني المتوسط، وبدأ الكشف عن موهبته قبل سنتين، يقول حمدي : «أطمح بأن أكون مصورا محترفا، وأن يكون أسمي من بين المصورين العالميين». يتوقف حمدي عن الحديث قليلا ثم يكمل، «وصلت الآن إلى نقطة كنت أتمنى الوصول إليها سابقا، والفضل يعود إلى والدي اللذين قاما بتشجيعي منذ أن كانا يلاحظان تمسكي بكاميرا التصوير». يتأمل في أعماله فيقول: «أحب أن ألتقط الصور التي تكون فيها تعبيرات بشرية، وأن تكون بفكرة ما لكي تتضح للمشاهد»، ويضيف: «سأجتهد كثيرا في تطوير أدواتي ومستواي، لكي أصبح ماهرا في مجالي، وأنافس كبار المصورين على مستوى العالم».