يحمل الفنان العالمي من أصل فلسطيني سيمون شاهين على عاتقه إيصال الفن الشرقي إلى العالم، كما قال ل «عكاظ»، حيث تأتي مقطوعاته الموسيقية لتبرز التقاسيم والمقامات العربية. سيمون شاهين الذي هاجر إلى أمريكا وعمره 22 عاما، من أسرة فنية، فوالده حكمت كان أستاذا في الموسيقى، وعازف عود وملحنا، و «طالما اصطحبني لحضور الأمسيات الفنية».. وعزف شاهين العود وعمره أربع سنوات، وبعدما أيقن سر موهبته سعى لتطويرها بدراسته للموسيقى في أكاديمية موسيقية، ومارس مهنة تدريس الموسيقى في كلية دار المعلمين لمدة سنتين، لكن طموحه كان أكبر من ذلك، حيث هاجر إلى أمريكا سنة 1978 وتابع دراسته، وحصل على لقب ماستر، وأكمله بنيل شهادة الدكتوراه. الفن بالنسبة لشاهين كان في البداية هواية وحبا، وبعد أن هاجر إلى أمريكا أصبح الفن رسالة، حيث واجه صعوبات وتحديات لإقناع الشعب الأمريكي بالفن الشرقي، فأسس مدرسة لتعليم الموسيقى الشرقية، ونظم العديد من المخيمات الموسيقية، وورشات عمل، وكانت زيارة المستشفيات ضمن برامجه، «لأنني أومن بأن الموسيقى وسيلة تواصل جميلة لكل الحالات مهما استعصت». وعن هدف زيارته للمملكة التي يقصدها للمرة الأولى، يقول: «اجتمعت بعدد من الفنانين والمثقفين السعوديين، كما إنني أعرف عنها وعن شعبها المضياف الكثير». وشاهين الذي يتمنى أن يكون سفيرا للموسيقى الشرقية، يوضح سبب عزفه مقطوعة أغنية الفنان طارق عبد الحكيم (يا ريم وادي ثقيف): «هذه الأغنية قريبة من قلبي، ويعجبني لحنها، كذلك كلماتها، وتقديرا للشعب السعودي بالتحديد أعزفها من وقت لآخر». وعن تفاعل الشعب الأمريكي مع اللون الذي يقدمه، يقول: «الشعب الأمريكي بطبيعته ودود ولطيف، ويتقبل الآخر ويتعايش معه، وخلال مسيرتي الفنية حصلت على العديد من الجوائز التقديرية، ومازلت أسعى للمزيد من تطوير الموسيقى». ويعتبر سيمون أن ثقافته الموسيقية المؤسسة منذ طفولته أكسبته الخبرة والدراية في التنوع، ودمج مقطوعات شرقية بغربية محافظا في الوقت نفسه على خصوصيته، أو خطه الفني الذي لا يشبهه فيه أحد، كما أنه حرص على الحفاظ على الأصالة الموسيقية الشرقية. ورغم هجرته إلى أمريكا، إلا أنه لا زال على اتصال بوطنه الأم، ويقول في هذا السياق: «لدي مشروع فني مستمر حيث إنني أتواجد مرتين في السنة الواحدة من خلال مؤسسات فلسطينية في منطقة الضفة، حيث أنظم ورش عمل موسيقية، بعد اختيار عشرة طلاب متفوقين في الموسيقى، ومنهم اختار أربعة طلاب لتبنيهم موسيقيا عبر دورات خارجية، وهذا واجبي تجاه وطني وأهلي».. وألف شاهين مقطوعة موسيقية بعنوان (الجدار) في مدينة بيت لحم في فلسطين، وذلك بعد أن وقف أمام أحد الجدران في بيت لحم، حيث تعمد أن ينقل صورة الاضطهاد الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، وقد وجدت هذه المقطوعة أصداء طيبة بعد عرضه لها في أكثر من موقع ومهرجان.