لا يجهل أحد حجم الآثار الاجتماعية والاقتصادية للبطالة، فهي تتعدى الفرد العاطل لتلقي بظلالها على المجتمع كافة، ربما لهذا الغرض تقدم أحد أعضاء مجلس الشورى أخيرا بمقترح صرف إعانة للعاطلين عن العمل والذين زاد عددهم في عام 2006 عما كان عليه في عام 2000م كما جاء في ورقة العمل المقدمة من عضو مجلس الشورى المهندس سالم المري، يقول: «وباستعراض أعداد العمالة، فإنه وبحسب مصلحة الإحصاءات العامة، فإن العمالة غير السعودية زادت بنسبة 35 في المائة عام 2006 مقارنة بعام 2000، في حين تضاعف عدد السعوديين العاطلين عن العمل في عام 2006 عما كان عليه عام 2000 بنسبة 96 في المائة، لتصل البطالة إلى 12 في المائة أو ما يقارب 470،000 مواطن ومواطنة تقريبا». أمر طبيعي أن تزيد أعداد العاطلين في ظل تزايد العمالة غير السعودية، فالبطالة مشكلة تواجه كل الدول والمجتمعات ولكن بنسب متفاوتة وفي ذات الوقت متوافقة مع مقدرات الدولة ودخلها ومعدلات النمو فيها... فتقل في الدول الصناعية وتزداد فيما سواها.. ولا شك أن الاقتراح بشكله المبدئي يضفي كثيرا من السعادة في قلوب العاطلين ولا لائم لهم، فجميل أن يلتفت أصحاب القرار والرأي لفئة غالية على قلوبنا وهم «الباحثون عن العمل»، وهذا مصطلح أخف وقعا من «العاطلون»، وأضم صوتي للاقتراح بصرف إعانة لكل من يبحث عن عمل وفق ما هو مسجل لدى وزارة العمل، وأريد أن أعرج على موضوع البطالة الذي أشبع جلدا وطرحا، فحقيقة القول إن إيجاد فرص عمل ل 470000 كما جاء في التقرير ليس أمرا مستحيلا في ظل ما تشهده البلاد من معدلات نمو صناعي وتجاري.. واستقطاب لرؤوس أموال خارجية للاستثمار.. في المقابل نجد أن نتائج الإحلال والسعودة لا تزال دون الطموحات، رغم ضخامة الأموال التي تضخها الحكومة سنويا في سبيل تنمية الموارد البشرية، ورغم كثرة الأنظمة التي تحث على توظيفهم.. وبعيدا عن الحلول الوقتية ومراهم التسكين اللحظية، يجب أن تستخدم وزارة العمل مشرط النظام والتخطيط الفعلي لتوظيف الشباب السعوديين وذلك بالبحث عن مسببات البطالة كترك باب استقدام العمالة الوافدة وغير المتخصصة والمدربة على مصراعيه، مما سيجعل حل مشكلة البطالة شبه مستحيلا والتمسك بالسن التقاعدي الذي يقلل بدوره من فرص الشباب لالتحاق بسوق العمل، وغياب التخطيط الفعلي من قبل وزارة العمل في التنسيق بين طالبي العمل وسوق العمل وغياب الانسجام بين مخرجات التعليم العام وسوق العمل، خصوصا أن نظرة الشاب السعودي تغيرت كثيرا لمفهوم العمل، فها نحن نشاهد سواعد أبناء وطننا في كثير من المهن التي كانوا يرونها مهنا وضيعة. ياسر أحمد اليوبي مستورة