مازالت الفجوة بيني وبين الصديق الدكتور رياض نجم (وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للشؤون الهندسية) كبيرة جدا، ولن يضيق شقتها إلا تحكيم أنظمة وقوانين الدول التي سبقت، والتجارب التي خاضتها مجتمعات قريبة وبعيدة، بشأن الإذاعات الخاصة. فهو يرى أنها من حق الشركات والتحالفات الكبيرة، ومحبر هذه الكلمات يرى أنها كما هي كذلك حق أيضا للأفراد، الذين يملكون خبرات إعلامية متعددة، ومن ثم فهم مهنيون، وخبراء، ويعيشون في عالم اليوم، لم ينفصلوا عنه، رغم أنهم ودعوا ساحته الرسمية. النقطة الثانية أن الصديق «رياض» يرى أن من حق من يمنح رخصة البث الإذاعي، أن يغطي مساحة واسعة من مناطق المملكة، وأنا أرى أنه ليس شرطا هذا، فيكفي أن يغطي بث إذاعي مساحة محددة، ولتكن مدينة الرياض، وهو ما جاء في طلبي الحصول على رخصة بث إذاعي لمدينة الرياض فحسب. وجهة نظر الصديق «رياض» التي أدلى بها أثناء المناظرة التلفازية التي تمت بينه وبيني قبل أيام في قناة روتانا الخليجية أنه لو ترك لكل صاحب رخصة أن يغطي مساحة معينة، لظهرت عشرات إن لم تكن مئات المحطات الإذاعية الخاصة في المدينة الواحدة، وأنا لا أرى بأسا من ذلك، ففي مدينة غزة وحدها (12) محطة تلفازية خاصة و(22) محطة إذاعية خاصة، كما هو حال مئات المطاعم، وعشرات الفنادق، ومئات الصيدليات في المدينة الواحدة، وكلها تعمل، وكلها تبيع، وكلها تستقبل الزبائن. النقطة الثالثة أن الصديق «رياض» مقتنع بضرورة دفع (35) مليون ريال مقابل الحصول على الرخصة، فضلا عن (15) ألف ريال مقابل الحصول على كراسة المواصفات، وأنا أقول: لو جعلت هذا وقفا على الشركات والتحالفات الكبيرة فستجد عشرات منهم، أما إذا أردت أن توسع الدائرة فتشمل الأفراد، فلن تجد إلا عددا على أصابع اليد الواحدة، وفي هذه الحالة تعطل عشرات الأفراد من المواطنين السعوديين، الذين يودون الاستثمار الإعلامي في وطنهم وأقصوا عن المشاركة في تنمية مجتمعهم، وقد يضطرون لنقل استثماراتهم الصغيرة إلى الخارج، ويحرم الإعلاميون والفنيون السعوديون من العمل في هذه المؤسسات الإعلامية الخاصة. النقطة الرابعة أن الصديق «رياض» يرى أن ربط الإذاعات الخاصة بنظام المطبوعات والنشر لا خطأ فيه. وأنا أقول: بل الخطأ كل الخطأ هذا الربط، فالإذاعات الخاصة غير الإعلام المقروء، ونظام الإذاعات الخاصة لا بد أن يكون موجودا قبل طرح المنافسة، وإذا أريد الاستعجال، وتعذر ظهوره في البداية، فلتكن هناك لائحة مبدئية تحكم العلاقة بين مانح الرخصة والوزارة، وفرض عقوبات على المخالفات التي تصل إلى حد إغلاق الإذاعة الخاصة.. أحترم آراء الصديق الدكتور «رياض» وأرى أنه فكر بعقلية التاجر الذي يريد المكاسب، وليعذرني فصديقك من صدقك لا من صدقك، وأهنئ بدوري أصحاب التحالفات الكبرى الذين حصلوا على تصاريح إذاعات خاصة، وأتمنى أن تكون على مستوى عال من المضمون «أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة