اصطحبت الملكة رانيا العبد الله نهاية الأسبوع صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز في زيارة إلى مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل الواقع في جبل النصر. واستمعت الملكة والأميرة إلى شرح عن وحدة الأسرة الآمنة التي تقدم خدمات متكاملة تحت سقف واحد للحالات التي تراجعها في مجالات الدعم الأسري، من إرشاد نفسي اجتماعي واستشارات قانونية وخدمات صحية، وما إلى ذلك من خدمات تحتاجها لتسهيل الإجراءات. واطلعت الملكة رانيا والأميرة حصة على ورشة عمل خاصة بالدراما بعنوان «الحركة الجسدية»، شارك فيها مجموعة من الأطفال، وتعتبر من الخدمات التي يقدمها المركز في مجال التعليم والتدريب من خلال الدراما حيث يتم توظيف الإيقاع للتعبير عن مشاعر الطفل وربطها بمواقف واقعية وإعطاء الطفل الفرص للتعبير عن المشاعر باستخدام لغة الجسد. واطلعت الملكة والأميرة على تفاعل الأطفال في ورشة «أنا ومن حولي» التي شارك فيها أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما وتستهدف منح الأطفال مساحة للتعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة تظهر قدراتهم وطموحاتهم. وجرى الاطلاع على خدمات خط الدعم الأسري الذي يشتمل على خدمة الخط الساخن للأطفال والأهالي الذين يحتاجون إلى أي نوع من أنواع الإرشاد عن طريق الهاتف. وفي قاعة الطفولة في المركز استمعتا إلى شرح حول مؤسسة نهر الأردن قدمته مديرتها العامة فالنتينا قسيسية، وأشارت فيه إلى أن الملكة رانيا العبد الله أنشأت المؤسسة عام 1995، ولا تسعى لتحقيق الربح وتهدف إلى تعزيز ديناميكية المجتمع الأردني من خلال إيجاد ودعم برامج اجتماعية واقتصادية وثقافية مستدامة مستقاة من الاحتياجات والأولويات الوطنية هدفها تمكين المجتمعات والأفراد وذلك بالشراكة مع الجهات المختلفة. وقالت فالنتينا: إن المؤسسة تركز جهودها في مجال حماية حقوق واحتياجات الأطفال من خلال برنامج أطفال نهر الأردن، وتمكين الأفراد والمجتمعات عبر برنامج تمكين المجتمعات. وأوضحت أن المؤسسة بدأت العمل على نقل خبراتها في مجال التنمية المحلية الشاملة إلى المملكة العربية السعودية من خلال الشراكة مع جمعية ماجد بن عبد العزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية. كما قدمت دانة الدجاني مديرة مبادرة «مدرستي» شرحا حول مبادرة «مدرستي» التي أطلقتها الملكة رانيا في عام 2008، بشراكة بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات غير الربحية، وذلك بهدف تحديث خمسمائة مدرسة حكومية بأمس الحاجة للإصلاح. وقالت الدجاني: إن «مدرستي» بقيادة الملكة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تعمل على إثراء بيئة التعلم وتعزيز الفرص للطلاب في أنحاء الأردن. وذكرت إن المبادرة ساهمت لغاية الآن في تحفيز جميع أركان المجتمع الأردني من مؤسسات قطاع عام وخاص، وشباب تطوعوا بوقتهم لتجميل مدارس، إلى جانب المجتمعات المحلية التي شاركت في تشكيل لجان محلية. واستفادت من برامجها 200 مدرسة ولديها حاليا شراكة مع 80 مؤسسة وشركة من القطاع الخاص. وخلال الاجتماع تم عرض مقطع تمثيلي قدمه طلبة من الصم استفادوا من المبادرة. وقدمت الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون المعوقين الدكتورة أمل نحاس شرحا عن الشراكة بين «مدرستي» والمجلس الذي يعتبر مظلة قانونية تعنى برسم السياسات وتفعيل التشريعات والمدافعة عن حقوق المعوقين من خلال التنسيق والتشبيك مع الجهات المختلفة، مشيرة إلى أن العمل من خلال شراكة المجلس مع مبادرة «مدرستي» يركز على تقديم خدمات نوعية وإيجاد بيئة صديقة للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتدريب وتثقيف أسرهم. وعبرت الأميرة حصة عن امتنانها العميق للملكة رانيا، وأشادت بعمل مؤسسات جلالة الملكة رانيا وبالنظرة الشمولية لبرامجها. واستكمالا لزيارة سمو الأميرة حصة، قام وفد من مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بزيارة مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل برئاسة الدكتور سلطان السديري المدير التنفيذي، والدكتورة هايدي العسكري نائبة المدير التنفيذي للمركز، والدكتور أحمد بكر رئيس التدريب والتعليم في مركز الأمير سلمان في المركز. ورافق الوفد الدكتور إبراهيم الشدي عضو مجلس حقوق الإنسان، وسحر المرزوقي مستشارة صعوبات التعلم، ومي بدر رئيسة تحرير مجلة «هي» و Tarun mahrotri المدير التنفيذي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا لشركة جميناي تارون ماهروتري والتي تطور نظاما حاسوبيا لتعليم أطفال التوحد، والكاتبة ثريا الشهري. وتأتي زيارة الأميرة حصة بدعوة من الملكة رانيا العبد الله باعتبارها ممثلة لمركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لأبحاث الإعاقة والذي أسس بمنحة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز قبل عدة سنوات، وممثلة لجمعية الأطفال المعاقين في المملكة العربية السعودية التي يرأسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وجمعية إنسان لرعاية الأيتام التي يرأسها الأمير فيصل بن سلمان عبد العزيز. ويذكر أن الأميرة حصة بنت سلمان عضوة غير متفرغة في هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية. ويهدف مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل لتوعية الأفراد ومقدمي الخدمات وصانعي القرار بالتحديات المتعلقة بالإساءة للأطفال وإهمالهم، ويوفر المركز فرص تدريب للطلبة والباحثين والمتخصصين العاملين في مجال الطفولة محليا وإقليميا.