شكرا لنادي الباحة الأدبي، فكم نحن بحاجة للأخبار المسلية هذه الأيام، مرت أسابيع وربما أشهر دون أن نضحك حتى تظهر الحشوات المؤقتة في أسناننا حتى تكرم رئيس النادي الأدبي بكتابة شكوى للسلطات الأمنية ضد الدكتور علي الرباعي لأن الأخير طالب في مداخلة عابرة بنقل صورة تلفزيونية للمحاضرة التي تقدمها إحدى الباحثات في قاعة أخرى (الرباعي يقول إنه طالب بعرض مرئي وليس صورة المحاضرة)، و بناء على شكوى الرئيس قامت الشرطة بجرجرة الرباعي والتحقيق معه!. ما يزيد الأمر طرافة أن الباحثة التي قدمت المحاضرة ليست مستاءة من مداخلة الدكتور الرباعي، وزوجها الفاضل الذي كان موجودا في قاعة الرجال واستمع إلى مداخلة الرباعي بنفسه يرى أن موضوع المداخلة أعطي حجما أكبر من حجمه، ولكن رئيس النادي يرى غير ذلك فهو يعتقد أن مثل هذه المداخلة سوادا للوجه وفضيحة للنادي بين (العربان)، وأظنه اليوم لا يعرف كيف يخفي وجهه بين شيوخ الأندية الأدبية إذا قيل في يوم من الأيام إنه شيخ النادي الذي ترددت في مجلسه سيرة الحريم .. (ما عاد إلا هي)!. لذلك اتهم رئيس نادي الباحة أحمد المساعد الدكتور الرباعي ب (الدعوة إلى التبرج) وطلب في شكواه للشرطة ب (الأخذ على يده حتى يتخلى عن الأفكار الشيطانية في أذهان أعداء الدين، وعدم السماح له بدخول النادي، أو التحدث من منبره لحماية الأخلاق من الرذيلة)، وقال في نص شكواه: (إن الرباعي أثناء محاضرة الباحثة منى المطرفي حول الفخر والحزن في شعر أبي فراس الحمداني طالب – على رؤوس الأشهاد – أن يعمل النادي على إيجاد جهاز تصوير ينقل صورة من منطقة النساء إلى صالة الرجال، كي يرى المحاضرة ومن معها من النساء دون أن يستحي من الله، ثم من الرجال الموجودين في القاعة)!. لا أعلم كيف فات على حامي حمى الفضيلة أن يشتكي أيضا على المحاضرة لأنها كانت تناقش شعر أبي فراس وهو رجل وكان الأجدر بها أن تناقش شعر الخنساء التي سميت باسمها قاعة النساء!، بل إنها مناسبة تاريخية كي تفكر كل الأديبات السعوديات في السؤال القديم الذي طرحته جدتهن الخنساء: (قذى بعينيك أم بالعين عوار؟!). هذه الحادثة تجسد عمليا الكارثة الفكرية التي تعيشها الثقافة السعودية، وأظن أن الحكم العادل الذي يستحقه الرباعي هو أن يسوق مئة ناقة إلى النادي وهو يضع عقاله حول رقبته ثم يدخل بصحبة كبار عائلته وهم يقول لرئيس النادي: (العذر من الله ثم منك ياشيخ .. زلة لسان ومثلك من يسامح)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة