باءت تجربة جديدة لإطلاق صاروخ اعتراضي أمريكي بالفشل، إذ لم يتمكن الصاروخ الذي انطلق من قاعدة «فاندنبرغ» في كاليفورنيا 31 يناير من الوصول إلى مكان وجود الصاروخ المهاجم المطلوب تدميره مبتعدا عنه مئات الأميال البحرية. وأفاد المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بأن أحد الرادارات لم يتمكن من تحديد الهدف المطلوب ضربه. ومن جهته، قال الخبير الأمريكي تيودور بوستول، وهو مساعد سابق لقائد القوات البحرية الأمريكية، إن العسكريين يتهمون شركة بوينج المسؤولة عن عمل الرادارات، ولكنه يرى خطأ فادحا في الشبكة الدفاعية المضادة للصواريخ، موضحا أن ما يقل عن نصف التجارب التي أجريت على هذه الشبكة في الأعوام ال 15 الماضية تكللت بالنجاح. وهكذا فقد تبين من تجربة أجريت في عام 1997 أن تجهيزات توجيه الصواريخ الاعتراضية لا تستطيع تمييز الرأس المدمر للصاروخ الحقيقي من أشياء أخرى مثل بالون الهواء. وأردف بوستول قائلا إن العسكريين لجأوا إلى الغش في محاولة لإثبات فعالية الشبكة الجديدة المضادة للصواريخ، حيث أنهم باتوا يطلقون هدفين فقط أحدهما الرأس المدمر للصاروخ الحقيقي وثانيهما بالون الهواء، بدل 11 هدفا، وعندما لم يتمكن الصاروخ الاعتراضي من إصابة هذا الهدف أيضا أطلق البنتاجون بالونا ضخما يرافق الهدف المطلوب تدميره في التجربة الأخيرة لكي يظهر على شاشة الرادار. ولم يصب الصاروخ الذي أجري له الاختبار، مع ذلك، الهدف. ومن المقرر أن يضع البنتاجون 46 صاروخا اعتراضيا في ساحل الولاياتالمتحدة الغربي، ولكنه لم ينصب إلا 30 صاروخا في مواقعها، فيما أعاد البقية إلى مصانع الإنتاج الحربي لإجراء مزيد من الاختبارات لها هناك. ويظن الخبراء أنه من الباكر الحديث عن إنشاء شبكة فعالة تستطيع حماية الولاياتالمتحدة من صواريخ بعيدة المدى.