أثار الدكتور عبد الله بن سالم المعطاني في ندوته «أثر المكان في القصة السعودية نموذجا عبد الله الناصر» من النماذج التي تتسم بصدق الإحساس وعمق الوجدان، متخذا قصص الناصر معبرا للتعبير عن ذلك. وشهد جناح المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب البارحة الأولى ندوة المعطاني، التي استهلت بكلمة الملحق الثقافي السعودي محمد عبد العزيز العقيل، اعتبر فيها أن «القصة أخذت حقها سواء كانت القصة طويلة أو القصة القصيرة، أم رواية، وأن مكانة القصة تتحدد أهميتها في أوراقها الواقعية التي تدور حولها متناغمة، ومع الزمان وأحداث القصة تنسج الخيال الواسع للاستمتاع به، وأحيانا ما تتحول المكانة القصصية إلى رمز أدبي للأصالة في بعدها التاريخي على نحو أدبي عند الكاتب العالمي نجيب محفوظ، لاستخدامه الحارة المصرية عبر قصصه، كخان الخليلي بين القصرين والكثير غيرها». وأضاف العقيل «مما يؤكد أن الكاتب الصادق في وصف المحلية هو السفير الحق في العالمية، وعلى السياق نفسه سار كاتبنا عبد الله الناصر في استحيائه أجواء الصحراء في قصصه». المعطاني قال في ورقته البحثة: «إن للمكان في قصص عبد الله الناصر المكانة المرموقة والقوية، كما في كتابه (أشباح السراب)، على أن الحدث القصصي عند الناصر يتأسس من خلال المكان الذي يتحول إلى رئة يتنفس منها النص». ورأى «أن التحام الكاتب بالمكان أصبح كحد الهوس منذ أن خط والده على الرمل الحرف الأول، فامتزجت نفسه بذلك أينما حل، وحيثما وجد، فالمكان عند الناصر مدارات مضيئة تحلل خفايا النفوس البشرية المختلفة بنزعتها الخيرية والشريرة». ولحظ «أن الناصر يرى في ذاكرته القصصية التي تطأها قدماه، ورغم أنه عاش بها في قريته الدرعية في الجزيرة العربية.. فالمكان يتحول في إبداع عبد الناصر، إلى حلم دائم الحضور، وأن بيئة الصحراء عنده رداء يستقر على كتفيه في أي أرض تستقر عليها قدماه، والناصر يجعل النص لوحة فنية متحركة، التي ترسم معالم الصورة كقصيدة الذئب التي يكشف فيها الستار عن مشهده، حيث اختتمت القصة الجميلة والمؤثرة بقتل الناصر لحماره، بدلا من قتل الذئب الذي افترس أغنامه»، مشيرا إلى أن «الناصر يمارس الزمن كلعبة فنية بين يديه». ولا شك أن قصة العرب الأولى وسطوة العدو قد وجدت صداها في قصص الناصر بطريقة واسعة، وعلى هذا النحو سارت قصة «عصفور الغضب» التي قاوم فيها العواصف والرياح. وخلص عبد الله المعطاني قبل إلقائه قصيدة عن الناصر، لفك رموز إحدى قصص الناصر، فقال: «كان الذئب الغازي هو إسرائيل وشاقي بطل قصة الذئب، هو الحكومات العربية، والعصفور هو الطفل الفلسطيني الثائر غضبا الصامد في مكانه، الذي قاوم المحتل بصرامة للحفاظ على مكانة».