قالت ل «عكاظ» الدكتورة هدى قطان الحاصلة على جائزة منظمة الصحة العالمية لأبحاث متلازمة داون، أن والدها الذي عمل رئيسا للقضاء في السفارة السعودية في القاهرة، ترك لها حرية الاختيار واتخاذ القرار، إلا أنه حذرها من صعوبة المجال الطبي عموماً. وتضيف: «اقتراني بزوجي عدنان عزت المدير الطبي التنفيذي في مستشفى الملك فيصل التخصصي واستشاري الأورام، سهل مهمتي كثيراً؛ لأنه تفهم طبيعة عملي ووضعي كطبيبة وهو ما ساعدني في حياتي العملية». وعن الجائزة قالت الدكتورة قطان، جائزة متلازمة داون لإقليم شرق المتوسط التي تمنحها منظمة الصحة العالمية، تأسست عام 1999 وتمنح كل سنتين بهدف تشجيع البحوث المؤسسية أو الفردية المتعلقة بمتلازمة داون، نظرا لزيادة عدد الحالات بين المواليد، وهي مبادرة من رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الدكتور عبد الرحمن العوضي. وفيما يتعلق بظروف ترشيحها قالت قطان: «ترشيحي للجائزة كان في أكتوبر الماضي، لأبحاثي الطبية في هذا المجال، منها أبحاث تتعلق بضعف السمع، أمراض القلب، ارتخاء أربطة الرقبة لدى أطفال داون»، وتضيف: «المفاجأة السارة كانت عندما تلقى المستشفى خطابا من وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة بخصوص ترشيحي للجائزة». ولم يقتصر عمل الدكتورة هدى على الأبحاث العلمية فقط، بل لها جدول شهري في عيادة طبية داخل جمعية النهضة الخيرية، تقوم فيها بفحص أطفال متلازمة داون الذين تخدمهم الجمعية، ويتم تحويلهم إلى المستشفيات المتخصصة لعلاج الحالات المرضية. وعن دراستها تقول: حصلت على الدكتوراة في طب الأطفال من جامعة أوتاوا في كندا، وكنت أول سعودية تحصل على الدكتوراة في طب الأطفال من هناك، وأكدت أنه لو عاد بها الزمن لما اختارت سوى الطب، وتحديداً طب الأطفال، الذي مكنها من وضع الحلول لمشاكل الأطفال، وجعل منها أول رئيسة للجنة حماية حقوق الأطفال في المملكة التي تأسست عام 1994 في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومنها أطلقت أبحاثها الأولى التي تعنى بالأطفال المعنفين، كما نظمت اللجنة أول مؤتمر عالمي عام 2002 ودعت إليه جهات عالمية في تقديم الأبحاث عن الأطفال المعنفين. وتشعر الدكتورة هدى التي دفعت بناتها الثلاث للدخول في مجال الطب، بالامتنان لمديرها الدكتور فهد العبد الجبار، الذي منحها المسؤولية والثقة منذ 15عاما للاعتناء بفئة متلازمة داون وتقديم الأبحاث الخاصة بهذه الفئة. الدكتورة هدى قطان أم لأربعة أبناء ولد وثلاث بنات، وقد أوجد حبها لمهنتها تأثيرا قويا داخل أسرتها، ما دفع بناتها الثلاث لدراسة التخصصات الطبية، وتمنت قطان أن تجد بناتها الطريق الذي من خلاله تترجم أعمالهن إلى منجزات تخدم المجتمع.