يبدو أن جل المواطنين (ممغوصون) من البنوك. فعقب مقالة الأمس تلقيت العديد من المهاتفات والرسائل الإلكترونية التي أكدت جلها وبنسبة 99.9 في المائة أننا تحولنا إلى غنيمة سائبة للبنوك. وهذا ما يؤكد أن معظم المواطنين معلقون من عراقيبهم كشياه ذبحت (وتصفى) دمها وما زالت شفار البنوك تسلخ جلدها. وتعددت التأوهات والشكوى من غياب مؤسسة النقد عن هذا الحال وعدم تحركها في اتجاهات لبحث معضلة الديون المتراكمة على المواطنين ولو أن هناك نية لفعل ذلك لربما طرأت عشرات الأفكار لتقليل أعداد المقترضين. والمسألة ليست (دلعا) أو الخروج من المشكلة بالقول (من ضربك على إيدك حتى تتسلف)، فقضية القروض الطويلة أسهمت في تدني دخول الطبقة الوسطى ودفعت بها إلى تقليل سماكتها، وعلماء الاقتصاد دائما ما يحذرون من تقليص هذه الطبقة كونه يمثل مؤشرا خطرا على أي مجتمع. وبالعودة إلى فوائد الإيداعات لدى البنوك لماذا لا تتحرك مؤسسة النقد وتلزم البنوك بسدادها للمؤسسة لتقوم الأخيرة بتوزيعها على القروض البنكية المستحقة على المواطنين بحيث تقلل من حجم استنزاف دخول الطبقة الوسطى وما دونها. ولأن معظم المواطنين كانوا ضحايا سوق الأسهم وذهبت أموالهم في سراديب لم تعرف أعماقها واتجاهاتها إلى الآن.. لا زال متضررو سوق الأسهم يطالبون بإيجاد حل لمصيبتهم.. كأن تتدخل الدولة بشراء ديونهم وتحويل مديونياتهم على ملاك الدولة (ممثلة بأية جهة كانت) مقابل خفض رسوم السداد كي تتزن ميزانياتهم الأسرية ويستطيعوا مجاراة تكلفة الحياة الباهظة. والكثير من الرسائل حملت على البنوك، كونها جهات ربحية (لا تعرف الخسارة أبدا) ومع ذلك لم تقدم شيئا للبيئة التي تعمل فيها بالرغم من أن أرباحها هي من جيوب المواطنين في المقام الأول سواء من خلال أنواع الاستثمارات التي تقوم بها أو من خلال القروض التي تقدمها أو من خلال ودائع المواطنين (التي تستثمرها لحسابها الخاص).. وهذه الأصوات تطالب مؤسسة النقد بالتحرك لا أن تكون راعية لحقوق البنوك فقط. المهم أن المخنوقين بقروض البنوك يبحثون عن أية وسيلة تعيد الهواء إلى رئاتهم ويقولون إن القروض لم تؤخذ من أجل استثمار وإنما من أجل ضروريات الحياة كمسكن أو زواج أو سيارة. أحد الظرفاء قال: لدي ثلاثة أبناء ولا زلت أسدد في أمهم!! إشارة إلى قرض الزواج الذي بموجبه دفع المهر وأقام زواجه. وأردف قائلا: ترى أولادنا كلهم بالسلف، لو تطلبهم البنوك حنقوم بإرجاعهم مع المكينة الأصلية!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة