كنت وإلى قبل ثورة الاتصالات واختراع الإنترنت الذي يقدم المعلومات بسهولة وبأسرع الطرق، وأنا أحيل ذاك الطرح المكرور والساذج من قبل «القومجية والإخوان بكل أطيافهم وتنوعاتهم»؛ لغياب المعلومة عند العامة، ولتكثيف فكرة أن الشيطان يتآمر علينا. فقد دأب «القومجية والإخوان» على تكريس فكرة أن هناك من يتآمر علينا لتدميرنا. فالمخدرات كما يقال محاولة من العدو لتدمير الأمة الإسلامية والعربية، حتى لا تستعيد مجدها وحضارتها، ولأنهم يعلمون ألا أحد قادر على نزع السلطة منهم إلا نحن، لهذا ينشرون المخدرات ليدمرونا. وكانت هذه الأسطورة يصدقها الكثير لغياب المعلومة، مع أنك الآن وبعد ثورة المعلومات، يمكن لك اكتشاف أن المخدرات تهدد كل المجتمعات، وكل دول العالم لديها مشكلة مع المخدرات؛ لأن في كل مجتمع أشخاصا يريدون تحقيق أرباح سريعة من خلال بيع المخدرات، وأن فكرة تدمير الأمة من الخارج بالمخدرات أمر من المفترض أن يثير ضحك العامة، ومع هذا ورغم سهولة الوصول للمعلومة، ما زالت الأطروحات رائجة وتصدق، فيصب العامة لعناتهم على الخارج فيما الداخل هو من يوزع المخدرات ليحقق الأرباح. وبما أن مثل هذه المقالات ما زالت رائجة وما زالت تصدق رغم سذاجتها، أصبح الكثير يبتكر لنا مؤامرات جديدة تحاك ضدنا، حتى لا نحكم العالم «وكأن الأمة الإسلامية والعربية أنجزت كل متطلبات الحضارة لقيادة العالم، ولا ينقصها إلا أن تتوقف المؤامرات لنحكم العالم». حتى أن أحدهم كتب: استخبارات الكيان الصهيوني تجسس علينا عبر الإنترنت. وكل هذا «لمعرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي»، لتتم إعاقتنا من جديد. ولو قرر العامة المقاطعة، يمكن له بعد فترة أن يخبرهم باختراق الاستخبارات الإسرائيلية لموقع «قوقل»، ثم «لكل موقع ومنتدى عربي»، إلى أن يصل الأمر لترك «الإنترنت» الذي يتآمر على الأمة العربية والإسلامية الجاهزين لقيادة العالم، فيعود العامة من جديد لتلقي المعلومات من «القومجية والإخوان». الغريب في كل هذا أنه في الخمسينيات وإلى وقت قريب، خاض «القومجية والإخوان بكل أطيافهم» حربا ضد بعض، وكان القومجية يؤكدون أن الغرب وإسرائيل هما من يمولان «الإخوان بكل أطيافهم» ماليا، فيما «الإخوان» يؤكدون أن الغرب وإسرائيل هما من أوصلا «القومجية» للسلطة. خلاصة القول: إن مثل هذا الطرح الساذج هو من أضر بالعامة، وشغلهم عن معرفة لماذا البطالة ما زالت في ارتفاع، والمدن ما زالت بلا بنية تحتية حقيقية، وحقوق الفرد مختفية؛ لأنه ربما مخترق من إسرائيل التي توظف كل إمكاناتها لتعطيل أمة عطلت التفكير المنطقي، فلم ينتبه العامة أن «القومجية والإخوان بكل أطيافهم» منذ الخمسينيات وهم يسيطرون على أفكارنا، أبناؤهم يدرسون في أفضل الجامعات في الدول التي قيل إنها تتآمر على الأمة، وحين يعودون يجدون الوظائف بسهولة، فيما العامة عاطلون وخائفون من مؤامرة تحاك لهم حتى لا يسيطروا على العالم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة