أكد ل«عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير اللواء الركن فهد بن تركي بن عبد العزير قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة في القوات البرية أن العمليات الخاصة لوحدات المظليين في الحروب، نوعية وتمتاز بمهام خاصة، إذ يعتبر منسوبو هذه الوحدات من عناصر قوات النخبة التي تؤدي أصعب المهمات وأدقها وأكثرها حساسية. وشدد الأمير اللواء فهد بن تركي على ما يمتاز به عناصر وحدات المظليين والقوات الخاصة من سرعة استجابة وخفة حركة ودقة متناهية معتمدين في أعمالهم على تدريبات خاصة ودقيقة، ترتكز على قوة التحمل ومواجهة الصعاب والاستعداد الدائم للعمل في مختلف الظروف والبيئات. وجدد الأمير فهد بن تركي ما أعلنه سابقا من أن وحدات المظليين والقوات الخاصة لم تنفذ أي إنزال مظلي خلال المواجهات الدائرة مع المتسللين عبر الشريط الحدودي الجنوبي، مبررا ذلك بأن عمليات الإنزال تتم في طبيعة جغرافية وعملياتية خاصة، كما أن المواجهات مع المتسللين لم تستدع مثل هذا الإنزال. وفي المقابل أكد الأمير اللواء فهد بن تركي أن وحدات المظليين والقوات الخاصة كانت من أول الوحدات التي وصلت إلى الحدود الجنوبية للدفاع عن حدود بلادنا الغالية وردع المتسللين المسلحين المأجورين وتطهير القرى والجبال الحدودية منهم. وأفاد اللواء فهد بن تركي أن وحدات المظليين والقوات الخاصة أنشئت عام 1374ه، وتلقت تدريباتها خارج المملكة، وعادت الدفعة الأولى من منسوبيها إلى المملكة وبدأوا في تدريب وتخريج النواة الأولى لهذه الوحدات التي كانت بمثابة سرايا قتالية جرى توحيدها لاحقا لتكون تحت قيادة موحدة وذلك عام 1375ه في محافظة جدة، نقلت بعدها إلى محافظة ينبع، لتنتقل لاحقا بعد توسيع تشكيلاتها إلى منطقة تبوك. وعن الحروب التي شاركت فيها وحدات المظليين والقوات الخاصة قال الأمير فهد بن تركي إنها اشتركت في حرب أكتوبر (تشرين أول) عام 1973م في كل من سورية والأردن، كما كان لها شرف تطهير الحرم المكي الشريف من الفئة الضالة عام 1400ه، بعد أن استنفذت كل الحلول والوسائل السلمية لإعادة هذه الفئة إلى جادة الصواب. كما كان لوحدات المظليين والقوات الخاصة مشاركة فاعلة في حرب تحرير الكويت عام 1410ه، إذ كانت وحدات المظليين والقوات الخاصة من أوائل الوحدات المشاركة في مسرح العمليات والقوات المشتركة لتحرير الكويت وظهر جليا دور هذه الوحدات في عملية التحرير لما امتازت به من إمكانيات وقدرات خاصة، إذ كلفت وحداتنا بإيواء وحراسة وتأمين معسكر اللاجئين العراقيين في مدينة رفحا ومدينة الأرطاوية. وفي الحرب الأهلية الصومالية عام 1413ه، ساهمت القوات الخاصة السعودية في مهمة إعادة الأمل وحفظ السلام في هذا الجزء من العالم، بالإضافة إلى الأدوار الإنسانية التي تؤديها كحراسة وتأمين جسر خادم الحرمين الشريفين الجوي لنقل المساعدات الإنسانية. ونتيجة للأحداث في المنطقة وجراء الغزو الأمريكي للعراق عام 1423ه، صدرت أوامر سامية بإنشاء مستشفى ميداني تابع للقوات المسلحة في المساهمة في إغاثة وإنقاذ الشعب العراقي ولأهمية الوحدات الخاصة ومستوى تدريبها العالي، فقد كلفت بحراسة المستشفى. وبحسب الأمير فهد بن تركي فإن دور وحدات المظليين والقوات الخاصة لم يقتصر على الأعمال القتالية، بل تجاوزها ليشمل عمليات الإنقاذ من الكوارث الطبيعية حيث شاركت سرية الإمداد الجوي الخاصة في إنقاذ أهالي المناطق المنكوبة من آثار السيول والأمطار في الجزء الشمالي الغربي في المملكة عام 1407ه في مدينة العلا. وأوضح الأمير فهد بن تركي أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أصدر عام 1425ه أمرا بإحداث قيادة مستقلة تحمل مسمى قيادة وحدات المظليين والقوات الخاصة تشرف على تطوير وبناء وتدريب وحدات القوات الخاصة ووحدات الصاعقة المظلية بالإضافة إلى تأهيل وتحديث الوحدات التعليمية والتدريبية الخاصة بها في القوات البرية. وعدد الأمير اللواء فهد بن تركي مهام وحدات المظليين والقوات الخاصة بقدرتها على أداء جميع العمليات القتالية التقليدية وغير التقليدية بشكل مستقل أو من ضمن قوات أكبر، تنفيذ العمليات المحمولة جوا، تنفيذ عمليات الاقتحام الجوي، عمليات التسلل البرمائي، بالإضافة إلى العمليات البرية باستخدام العربات أو العمليات البرية الراجلة والقتال خلف خطوط العدو. وأشار قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة أن هذه المزايا القتالية تتطلب من منسوبيها التمتع بقدرات وإمكانات خاصة ولياقة بدنية وذهنية عالية. كما يلتحق منسوبو الوحدات بدورة صاعقة، يتدربون خلالها على الأعمال الشاقة في الميدان وتحمل مختلف ظروف العمل، بالإضافة إلى التدريب في مختلف البيئات الجبلية والصحراوية والزراعية والتدريب على الأعمال البحرية والجبلية والدوريات، لتبدأ بعدها مرحلة تأهيل منسوبي القوات الخاصة بالدورات التخصصية التي تعطي مجالا أوسع وأشمل وأكثر تخصصية مثل دورة القفز الحر التكتيكي التي تمكن المتدرب من الإلمام بالإسقاط الحر والمناورة أثناء السقوط ودورة القناصة التي تمكن المتدرب رفع مستوى الرماية وصولا لمستوى أعمال القناصة، بالإضافة إلى تجهيز المتفجرات والتعامل معها، والاستطلاع خلف خطوط العدو والإمداد الجوي ودورات التربية البدنية وقادة الفصائل والسرايا والكتائب ومكافحة الإرهاب والتسلل البرمائي، وجميع هذه الدورات تتم في مركز ومدرسة المظليين والقوات الخاصة في مدينة تبوك.