لم يكتف شاب في مقتبل العمر بسرقة مدخرات صديقه، وعمد إلى إضرام النار في منزله بقصد القضاء على دليل جريمته ومسح بصماته من المكان. لكن جريمته لم تكتمل عندما كشفت شرطة النزلتين أسرار السرقة والحريق بعد مضي وقت قصير من الحادثة. الواقعة بدأت باتصالات هاتفية متتالية وردت من أحد الجيران إلى صاحب المنزل المحترق، يشير فيها إلى اشتعال منزله ليهرع إلى هناك ليفاجأ بعربات الدفاع المدني ورجال الإطفاء يخمدون النيران المندلعة في منزله الذي غادره إلى مقر عمله. أحالت السلطات ملف الحريق إلى الشرطة لوجود شبهة عمد، لكن صاحب المنزل لم يشأ توجيه الاتهام إلى أحد على خلفية عدم وجود خصومات أو عداوت له مع الجيران والمعارف، غير أن وجود بقايا وقود في المكان ضاعف من شكوك السلطات الأمنية التي كثفت تحرياتها وتحقيقاتها وأعادت استجواب صاحب المنزل المحترق. طلب ضباط شرطة مركز النزلتين من الرجل تحديد ما إذا كان في المنزل لحظة الحريق، أي أموال أو متعلقات ثمينة فأكد أنه كان يحتفظ بمبلغ 45 ألف ريال في مكان سري، وتنبه رجال الأمن إلى عدم وجود آثار كسر في الباب الخارجي ما أوحى أن اللص دخل إلى المنزل من بابه دون استخدام عنف، ما يشير إلى وجود رابط بين المتهم وصاحب الدار. واصلت الأجهزة الأمنية عمليات التمشيط والبحث ورصدت أحد الشبان يسرف في الإنفاق بصورة مفاجئة، بعد أن هبط عليه ثراء سريع دون مقدمات أو وجود مصدر دخل يوازي الانفاق، ليتم ضبطه في الحال وإحالته إلى التحقيقات المكثفة فاعترف بارتكاب السرقة وإضرام النار في منزل صديقه بمعاونة آخر سهل له مهمة الدخول، وبرر المتهم فعلته باحراق المنزل برغبته في إخفاء دليل الجريمة. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أنه تم إيقاف شابين مشتبه بهما والتحريات مستمرة.