نجحت شرطة جدة في فك طلاسم احتراق شقة حي السلامة الشهر الماضي، وتوصلت إلى الفاعل الحقيقي، وتبين من خلال التحريات الواسعة وإفادات الشهود أن الرجل المحترق داخل الموقع هو مضرم النار، ولقى حتفه في الحال بعد أن عجز في الخروج من وسط النيران والدخان الكثيف، وأشارت التحقيقات إلى أن الجاني الراحل عمد إلى ارتكاب جريمته انتقاما من صاحبة الشقة بسبب خلاف مالي حول 80 ألف ريال. وكانت «عكاظ» قد نشرت خبر الحادث في يوم الأحد التاسع والعشرين من شوال الماضي، ورجحت وجود شبهة جنائية في الحادث بعد تأكيدات شهود عيان رأوا أحد الأشخاص يهرب مسرعا من المنزل المحترق، وفتحت شرطة السلامة تحقيقات ميدانية عاجلة وموسعة لمعرفة خفايا الحريق الغريب، وجمع رجال الأمن معلومات مهمة عن ظروف الحادثة وتوصلوا إلى خيوط الجريمة بعد الاستماع إلى شهادة الشهود والبحث في سوابق المتهم الهارب من موقع الحريق، كما استندت شرطة السلامة إلى تقرير الدفاع المدني الذي أشار إلى وجود بقايا مواد بترولية استخدمت في إضرام النار في الشقة، إلى جانب تقرير آخر من الأدلة الجنائية عزز فرضية الشبهة الجنائية. خلصت التحريات الأمنية إلى التوصل للشخص الهارب بعد تحديد أوصافه بدقة، وعكف رجال الأمن على البحث في ملفات أصحاب السوابق وأسفرت عمليات البحث المضنية في تحديد موقع المتهم الهارب وتوقيفه في الحال، وتبين أنه يمني الجنسية حاول الإنكار في بادئ الأمر غير أن مواجهة الشهود قادته إلى الاعتراف، وأفاد في أقواله أن الجاني القتيل اتفق معه على إعانته في إحراق الشقة انتقاما من صاحبته التي تعمل في إحياء الحفلات النسائية بسبب خلاف مالي، وكلفه بمراقبة المنزل من الخارج بينما يتولي الجاني القتيل سكب الوقود وإضرام النار، وأشار اليمني في أقواله أمام محققي الشرطة أنه تردد في قبول العرض لكنه تراجع أمام إغراء المال وأضاف «دخل رفيقي إلى الشقة، وبعد لحظات سمعت صوت دوي هائل أعقبه تصاعد النيران، وانتظرت خروجه دون جدوى، بعد لحظات وصل إلى الموقع عدد كبير من الجيران، حاولت الهرب وشاهدني عدد منهم». الاستنتاجات الأمنية أشارت إلى أن الجاني عمد إلى رش المواد البترولية داخل الشقة، ولم يتمكن من الهرب بعد أن فاجأته النيران وحاصرته ليلفظ أنفاسه، وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد؛ أن الجهود الأمنية كشفت غموض الجريمة والوصول إلى الجاني الحقيقي.