أخي يبلغ من العمر (23عاما)، لكنه للأسف يتعاطى الحشيش ويتعاطى أيضا الحبوب المخدرة، وإدمانه على المخدرات جعله في حالة نفسية دائمة العصبية ليس في تصرفاته فقط بل حتى في كلامه مع الآخرين، ويتعامل معهم بشراسة، حتى نحن في داخل البيت لم نسلم من شراسته هذه، فهو يصرخ من أقل شيء، ويكسر كل شيء يجده أمامه، وإذا تخاصم مع أحدنا، كسر سياراته، وعندما نجلس معه ونسأله عن سبب تصرفاته غير المقبولة يقول لنا إن والدي يفضل إخوتي عليه، وهذا شعور غير صحيح، فوالدي يعاملنا بالعدل والمساواة، وجميعنا الأولاد لدينا سيارات بما فينا أخي هذا، الذي ما أن ينتهي من تكسير سياراتنا والانفعال في وجوهنا والتعارك معنا، حتى نجده باكيا وصارخا بكل كلمات الندم على أفعاله، ورغم تعاطفنا معه، أمام دموعه وكلمات الندم والقسم عدم العودة ثانية إلى أفعاله، لكن للأسف سرعان ما ينسى ندمه ودموعه ويعود إلى افتعال المشاكل معنا. سؤالي كيف نتعامل معه؟ وكيف نتجنب عنفه؟ صابرين مع تأكيدك على أن الحبوب المخدرة نادرا ما يتعاطاها أخاك إلا أنك لا تملكين الدليل على عدم تعاطيه لها، والمؤكد لديك أنه يتعاطى الحشيش، وما ينبغي عليك معرفته أن الحالة التي يعاني منها أخاك مرتبطة بشكل قوي بتعاطيه الحشيش والحبوب المخدرة، وبالتالي فأنت تصفين سلوك شخص يعاني من التوتر والعصبية وتحطيم الأشياء وهي أعراض تميز من يعاني مما نسميه «الخرمة»، أي الشعور بالاحتياج الشديد للمادة المخدرة، وفي هذه الحالة يكون الشخص عادة متوترا وعصبي المزاج، ولا يستطيع السيطرة على نفسه، ولا على تصرفاته، وبالتالي فإن حل مشكلته تكمن في إلغاء السبب الذي يؤدي إلى هذه العصبية والتوتر وهو المادة المخدرة، الحل إذن يا ابنتي هو علاج أخيك من إدمانه على الحشيش والحبوب المخدرة، وأي جهد يبذل في أي جانب آخر هو جهد ضائع ولا معنى له، ولابد من تحسين العلاقة بينك وبينه ثم تعملين بعد ذلك على إقناعه بالذهاب إلى جهة تعينه على علاج إدمانه، أما تركه يعيش بعلاقة وطيدة مع المخدر، وفي الوقت نفسه تتوقعين تحسن سلوكه وقلة عصبيته وتوتره فأنت تنفخين في قربة مثقوبة، ولا جدوى من أي جهد يبذل.