• قبل 21 عاما تزوجت، وأنجبت ثلاثة أبناء، أكبرهم في العشرين من عمره، ورغم حبنا الشديد له لكننا نشعر أنه وهو سبب معاناتي، فقد بدأ التدخين من المرحلة المتوسطة، وباءت كل محاولاتنا لمنعه بالفشل، وكلما حاولنا إيقافه كانت جدته والدة أبيه تتصدى لنا وتقول إنه مثل باقي الشباب وأن الله هو الهادي، فلا تعاقبوه، ثم بعد ذلك صار يستخدم «النشوق»، وتحول إلى إنسان غير صادق في كلامه مع الآخرين، ورفض الالتحاق بالجامعة، وذهب للعيش عند جدته رغم عدم موافقة والده، بعدها عاد والتحق في معهد للدراسة، لكنه بعد عام ونصف فصل منه لعدم التزامه، وتغيرت تصرفاته معنا وأصبح يمد يده على كل ما يجده أمامه وأصبحنا نبحث عن أشياء ثمينة تفقد من البيت وحتى من بيوت أقاربنا إذا زرناهم وهو معنا، وبسبب تصرفاته تم القبض عليه ثم أفرج عنه لكننا اكتشفنا أنه أصبح يتعاطى المسكر ويتناول المخدرات، وأصبح يغضب لأتفه الأشياء ولا يريد الجلوس معنا، كيف أعيد ابني إلى جادة الصواب؟ أم نهى جازان لا أريد أن أزيد من همك وأقول لك أن صحوتكم جاءت متأخرة، ولكنها الحقيقة، فأنت أمام شاب مضى على بدء تعاطيه للمسكرات والمخدرات فترة، ويبدو أن له صحبة سيئة تعزز لديه مثل هذا السلوك، هو بحاجة ماسة للعلاج وبالتالي فلابد من السعي بهذا الاتجاه بمعنى لابد من العمل على معالجة إدمانه على المسكرات والمخدرات قبل التفكير بأي أمر آخر، وذلك لسبب وجيه يكمن في أنها أم الرذائل، وما لم ينقطع تماما عن التعاطي فستظهر مشكلاته في كل الاتجاهات، لذا نصيحتي لك السعي نحو علاجه ولو بالقوة في أحد مراكز العلاج، وحين يتخلص من التأثير السيئ لهذه المواد سيعود مرة أخرى إلى وعيه وإدراكه، ولابد أن يترافق تخلصه من المسكرات والمخدرات زيادة وعيه الديني؛ لأن هذا الوعي هو الضمانة الحقيقية لحسن استمراره على طريق الصواب، ويبدو أن جدته لعبت بحسن نية دورا سلبيا من خلال شعوره بأنها مصدر حماية له، لذا لابد أن تفهم هذه الحقيقة وبالتالي لابد من معرفتها بما يمارسه؛ لأنه قد يحسب حساب غضبها وعندها قد تساهم بدور إيجابي في ذلك بدل مساهمتها بهذا الدور السلبي الذي تلعبه عبر منع والده من محاسبته بدعوى أن كل الشباب كذلك، ويبقى أمر مهم جدا يكمن في تحسين العلاقة بينه وبين والده، ولابد من تدخل أبيه وأشعروه إن أصاب والده مكروها بسبب مشاكله فلن تسامحيه ولن يسامحه أحد، وربما كان هذا عاملا مهما في ردعه وتراجعه عن طريق الخطأ الذي يسير فيه.